للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ الفاسيُّ (١): بلغَني أنَّه كانَ مملوكًا للصَّالحِ ابنِ النَّاصرِ ابنِ قلاوونَ صاحبِ مصر، وتنقَّلت به الأحوالُ إلى أنْ صارَ مِن خواصِّ الأميرِ أُلجْاي اليوسفيِّ زوجِ أمِّ الأشرفِ شعبانَ صاحبِها أيضًا، ثمَّ انتقلَ إلى مكَّةَ، وجاورَ بها على طريقةٍ حسنةٍ.

وتصدَّى لإصلاحِ ما دثرَ مِن آثارِ عرَفةَ، وأجرى الماءَ مِن مِنى إلى بِركةِ السلم، وابتنى بمكَّةَ رباطًا، يُعرف الآنَ برباطِ الطَّويلِ، بقُربِ مَطْهَرةِ الطَّويل، ثمَّ وَلِيَ مشيخةَ الخُدَّامِ بالحَرمِ النَّبويِّ بعدَ افتخار الدِّينِ ياقوتٍ الرَّسوليِّ، فدامَ نحوَ خمسَ عشرةَ سنةً، إلى أنْ ماتَ سنةَ خمسٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ، أو التي قبلَها، ودُفنَ بالبقيعِ.

وذكرَه شيخُنا (٢)، فقالَ: مُقبلٌ الزَّينيُّ، الشِّهابيُّ، الرُّوميُّ. أصلُه للصَّالحِ إسماعيلَ ابنِ النَّاصرِ محمَّدِ بنِ قلاوونَ، كانَ جَمَدارَه (٣)، وتنقَّلَ بعدَه، واختصَّ بشيخو، ثمَّ خدمَ السُّلطانَ حسنًا، وجاورَ بالمدينةِ النَّبويةِ، وصار ينوبُ عن الطّواشيِّ افتخارِ الدِّينِ ياقوتٍ النَّاصريِّ، الرَّسوليِّ، الخَازنداريِّ، حتَّى مات، فاستقرَّ عِوضَه في مشيخةِ الخُدَّامِ، حتَّى ماتَ في سنةِ خمسٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ. ذكرَه شيخُنا في "إنبائه".


(١) "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" ٧/ ٢٦٧.
(٢) "إنباء الغمر" ٣/ ١٨٧.
(٣) الجمدار كلمة فارسية، معناها: ممسك الثوب، وهو الذي يتصدى لإلباس السلطان، أو الأمير ثيابه. "صبح الأعشى" ٥/ ٤٥٩.