للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السَّلطنةِ، وأنكحتُهم، وعقودُهم، وغيرُ ذلك، معَ تحبُّبِه إلى المجاورينَ، ومدحِهم بالقصائدِ الحسنةِ، وقضاءِ حوائجِهم، وحضورِ مواعيدِهم، ومجالسِ الحديثِ، بل لا يُصلِّي دائمًا إلَّا في الرَّوضةِ، ويستعملُ التَّقِيةَ كثيرًا، بحيثُ إذا نسخَ كتابًا ومرَّ به ذِكرُ الشَّيخينِ يترضَّى عليهما بالخطِّ تَقِيةً، بل ويحطُّ على أصحابِه مِن الفقهاءِ الإماميةِ، ويتبرَّأُ منهم، وله فيهم هجوٌ ظريفٌ، ومِن ذلكَ قولُه (١):

أرى الدُّنيا تميلُ عن الكِرامِ … وترغبُ في مُصاحبةِ اللِّئامِ

فيزدادُ اللَّئيمُ بذاكَ لُؤمًا … ويصبحُ ساحبًا ذيلَ احتشامِ

ويَنسبُ نفسَه للعِلمِ حُمقًا … وعندَ الله فهو ومِنَ الطّغامِ

ويُفتي المسلمينَ بغير عِلمٍ … ويخبطُ خَبْطَ عَشْوا في الظَّلامِ

فكمْ أفتى بتحريمٍ لحِلٍّ … وكمْ أفتى بتحليلِ الحَرامِ

فمَنْ حفِظَ الزِّيارةَ فهو مُفْتٍ … يُدرِّسُ في الفروعِ وفي الكلامِ

كذاكَ مَن اشترى كَرًّا (٢) وصلَّى … عليه فإنَّهُ رأسُ السَّنامِ

تُشَدُّ إليه أكوارُ (٣) المَطايا … ويُقصَدُ في المهمّاتِ العِظامِ

ولو قدْ جاءَه شخصٌ خبيرٌ … وباحثَه لكانَ مِن العَوامِ

وما صلَّى وصامَ وقامَ إلا … ليحفظَ (٤) ما حواه مِن الحُطامِ


(١) الأبيات في "نصيحة المشاور"، ص: ٢٠٦، و"المغانم المطابة" ٣/ ١٣٠٦.
(٢) الكَرُّ: بفتح أوله: منديل يُصلى عليه. "لسان العرب": كرر.
(٣) الأكوار جمعُ الكَورِ، وهي: الإبلُ الكثيرةُ العظيمة. "لسان العرب": كور.
(٤) في هامش المخطوطة: "ليحوي".