للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولو تلفَ الذي هو في يديه … إذًا تركَ الصَّلاةَ معَ الصِّيامِ

فقد تركَ الزَّكاةَ لأنَّ فيها … خروجَ المالِ وهْو إليه ظَامِ

وأمَّا الخُمسُ فهو به بخيلٌ … وَيبخلُ بالبَشاشةِ والكَلامِ

ألم تسمعْ كلامَ الله حقَّا … وقولُ الله أحسنُ في النِّظامِ

بأنَّا لا نُمَهِّلُهم لخيرٍ … ولكنْ كي يزيدوا في الأَثامِ

فمهلًا سوفَ ترتجعُ اللَّيالي … عطاياها وتَجذبُ بالخِطامِ

ويطلبُ أنْ يُقالَ، ولاتَ حينٍ … وقد خلصَ المُخِفُّ مِنَ الزِّحامِ

وكانتْ لديه فضيلةٌ، وعربيةٌ، وآدابٌ، وحسنُ محاضرة، ماتَ سنةَ أربعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، قالَه ابنُ فَرحونٍ (١). وتبِعَه المجدُ (٢) بأحسنِ (٣) العبِارة، وأبينِ الإشارة، ومِن ذلك قولُه: وله مع الفضلِ الفائق، شِعرٌ رايقٌ، ونظمٌ لائقٌ، وساقَ هذا الشِّعر. وكذا لخَّص شيخُنا في "دُرَرِهِ" (٤) ترجمتَه، فقالَ: اشتغلَ كثيرًا، وكانَ حسنَ الفَهم، جيِّدَ النَّظم، كثيرَ النَّفقة، مُتحببًا إلى المجاورين، ويحضرُ مواعيدَ الحديثِ، ويترضَّى عن الصَّحابةِ إذا ذُكروا، ويتبرَّأُ مِن فقهاءِ الإماميةِ، مع تحقُّقِ المعرفةِ، وحُسنِ المحاضرة، ولأمراءِ المدينةِ فيه اعتقادٌ، وكانوا لا يقطعون أمرًا دونَه، وأرَّخَ وفاتَه، ورأيتُ بخطِّه مجموعًا فيه "مختصرُ تاريخِ ابن خلِّكان"، أرَّخ كتابته سنةَ اثنتين وثلاثين.


(١) "نصيحة المشاور"، ص: ٢٠٦.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١٣٠٤.
(٣) في الأصل: "فأحسن".
(٤) "الدرر الكامنة" ٤/ ٣٦٨.