للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالَ أيوبُ السَّختِيانيُّ: ما رأيتُ بالمدينةِ أفقهَ منه،

وقالَ ابنُ سعدٍ (١): ثقةٌ، كثيرُ الحديثِ، حجَّةٌ، ثَبْتٌ، قدمَ الكوفةَ على أبي جعفرٍ وهو بالهاشميةِ، فاستقضاه على قضائِهِ. قالَ الذَّهبيُّ (٢): ووهِمَ مَن زعمَ أنَّه وليَ قضاءَ بغداد. وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ مأمونٌ، وقالَ ابنُ عيينةَ: هو والزُّهريُّ وابنُ جُريجٍ محدِّثو الحجازِ، يجيؤون بالحديثِ على وجهِه. وعن الثَّوريِّ: إنَّه كانَ أجلَّ عندَ أهلِ الحديثِ مِن الزُّهريِّ، وقالَ جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ (٣): ما رأيتُ شيخًا أنبلَ منه، وقالَ يحيى بنُ أيوبَ: كانَ يحدِّثُني بالحديثِ كأنَّه ينشرُ (٤) عليَّ اللؤلؤ، وقالَ وهبٌ: قدمتُ المدينةَ، فلم أرَ أحدًا إلَّا وأنتَ تعرفُ وتُنكرُ غيرَه ومالكٍ، وقالَ أحمدُ: هو أثبتُ النَّاسِ، قالَ عليُّ ابنُ المدينيِّ: كانَ يحيى القطَّانُ يُعظِّمُه، ولا يُقدِّمُ عليه أحدًا، ونقلَ بعضُهم عن القطَّانِ قولَه فيه: كانَ يحفظُ. ويُدلِّسُ، وقالَ الواقديُّ: أخبرنا سليمانُ بنُ بلالٍ أنَّه ذهبَ إلى أفريقيةَ في طلبِ ميراثٍ له، فقدمَ به، وهو خمسُ مئةِ دينارٍ، فلمَّا أتاه ربيعةُ يسلِّمُ عليه قسمَ المالَ بينَه وبينَه نصفين، وكانَ يُجِلُّ ربيعةَ جِدًّا، بحيثُ قالَ عبيدُ الله بنُ عمرَ: إنَّه كانَ إذا طلعَ ويحيى يحدِّثُ، يسكتُ إجلالًا له، فتلا يحيى يومًا (٥): {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ}، فقالَ عراقيٌّ: يا أبا سعيدٍ، أرأيتَ السحرَ أمِنْ


(١) "الطبقات الكبرى" ١/ ٣٣٧.
(٢) "تاريخ الإسلام" ٩/ ٣٣٢.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال" ٢/ ٣٥٤.
(٤) في "تهذيب الكمال": يسيح.
(٥) سورة الحجر، آية: ٢١.