للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خزائنِ الله التي تُنزل؟ فقالَ يحيى: مهْ، ما هذا مِن مسائلِ المسلفين، وأفحمَ القومَ، فقالَ عبدُ الله بنُ أبي حَبيبةَ: إنَّ يحيى ليسَ مِن أصحابِ الخصومةِ، إنما هو إمامٌ مِن أئمةِ المسلمين، وأنا أقولُ: إنَّ السِّحرَ لا يضرُّ إلا بإذنِ الله، فتقول أنتَ غيرَ ذلكَ، فسكتَ الرَّجلُ، فكأنَّما كانَ علينا جبلٌ، فوضعَه عنَّا.

وقالَ العِجليُّ (١): مدَنيٌّ، تابعيٌّ، رجلٌ صالحٌ، كان له فقهٌ، وليَ القضاءَ. زادَ غيرُه: وكانَ خفيفَ الحالِ، استقضاه أبو جعفرٍ، فارتفعَ شأنُه، فلم يُغيِّرْ حالَه، فقيلَ له في ذلك؟ فقالَ: مَنْ كانتْ نفسُه واحدةً، لم يضرَّه المالُ.

قالَ سليمانُ بنُ بلالٍ: كانَ قد ساءت حالُه، وأصابَه ضيقٌ شديدٌ، وركبَه الدَّينُ، فجاءه كتابُ السَّفَّاحِ يستقضيه، فوكَّلني بأهلِه، وقالَ لي: والله ما خرجتُ وأنا أجهلُ شيئًا، فلمَّا قدمَ العراقَ كتب إليَّ: إني كنتُ قلتُ لك ما قلتُ، وإنَّه والله لأوَّلُ خصمينِ جلسا بينَ يديَّ اقتصَّا شيئًا، والله ما سمعتُه قطُّ، فإذا جاءكَ كتابي فسلْ ربيعةَ، واكتب إليَّ بما يقولُه ولا تُعلمُه.

وقالَ ابنُ وهبٍ عن مالكٍ: إنَّه سألَه أنْ يكتبَ له أحاديثَ من أحاديثِ الزُّهريِّ في القضاءِ، فكتبَ له ذلك في صحيفةٍ صحراء (٢)، فقيلَ لمالك: أعَرضَ عليكَ؟ قالَ: هو أفقهُ مِن ذلكَ، ماتَ سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئةٍ، وقيل: أربعٍ، وقيل: ستٍّ.


(١) "معرفة الثقات" ٢/ ٣٥٢.
(٢) في "تاريخ الإسلام": صحيفة صفراء.