يُقَالُ لَهُ: العُثمانيُّ، وُلِدَ فِي سنةِ سبعٍ وعشرينَ وسبع مئةٍ بالقاهرةِ، ونَشَأَ بِهَا، واشتغلَ كثيرًا عِنْدَ التَّقِيِّ السُّبكيِّ وغيرِهِ، ولازَمَ الإسنويَّ حَتَّى مَهَرَ وأَذِنَ لَهُ فِي الإفتاءِ، وممَّا قَرَأَهُ علَيهِ "زوائدَ المنْهَاجِ الأصليِّ" لَهُ، وحَضَرَ دروسَ الشمسِ ابنِ اللبَّانِ.
وأَخذَ عن الفخرِ ابنِ مسكينٍ "تنقيحَ القرافيِّ" بأخذِهِ لَهُ عن مؤلِّفِهِ، وعن غيرِ واحدٍ كالعلاءِ مُغُلطاي الحديثَ، ومِمَّا سمعَهُ منهُ "السِّيرةَ النَّبويّةَ" من تلخِيصِهِ، وسمعَ عَلَى الصَّدرِ الميدوميِّ "المسلسلَ" و"الغيلانياتِ" وأجزاءَ من "سُننِ أبي داودَ"، وعَلَى الزَّينِ أبي الفرجِ بنِ عبدِ الهَادِي "صحيحَ مُسلمٍ" وعَلَى ناصرِ الدِّينِ التُونِسيِّ المالكيِّ "سُنَنَ النَسائِيِّ" وغيرَهَا، وعَلَى مظفرِ الدِّينِ العَطَّارِ "جَامِعَ الترمذيِّ" وعَلَى عبدِ القادرِ بنِ الملوكِ ثاني الطَّهَارةِ للنَّسائِيِّ، وغيرَهَا فِي آخرينَ كناصِرِ الدِّينِ الأيوبيِّ، وصالحِ بنِ مُختارٍ، وأَحمدَ بنِ كُشتُغدِي، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ المعمرِ البغداديِّ، وعائشةَ الصَّنهاجيةِ.
وكَانَ أوَّلُ سماعِهِ سنةَ اثنتين وثلاثينَ، وأَجَازَ لهُ فِي سنةِ تسعٍ وعشرينَ الحَجَّارُ، وأبو العباسِ ابنُ مزيزٍ، والمزيُّ، وأيوبُ الكَحَّالُ، وابنُ أبِي النائبِ وخلقٌ، انفردَ بالروايةِ عن كثيرٍ منهم سماعًا وإجازةً في سائرِ الآفاقِ، وخَرَّجَ لَهُ شيخُنَا أربعين، والجمالُ ابنُ مُوسَى المراكشيُّ مشيخةً عن مشايِخِهِ بالسَّماعِ أَجَادَ فيها، وسمعتُهُمَا عَلَى أصحابِهِ، والنَّجمُ ابنُ فهدٍ تراجمَ شيوخِهِ بالسَّماعِ والإجازةِ مُرتِّبًا لهُم عَلَى المعجمِ مميَّزًا شيوخَ السَّمَاعِ عن غيرِهِم، وفِي آخرِهَا أسانيدُ مسموعاتِهِ، وتَحَوَّلَ قديمًا من القَاهِرَةِ إلى الحِجَازِ فاستوطنَ المدينةَ نحوَ خمسينَ سنةً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute