بَلْ رأيتُهُ سَمِعَ فيها عَلَى ابنِ سبعٍ والبدرِ ابنِ فرحونٍ فِي سنةِ سبعٍ وخمسينَ "البُخَارِيَّ"، وعَلَى ثانيهِمَا فقط اليسيرَ مِنَ "الأنباءِ المُبينةِ"، ووصفَهُ كاتبُ الطبقةِ بالشَّيخِ الفقيهِ الإمامِ العَالمِ العَامِلِ مُفتي المسلمينَ المدرِّسِ والمُتَصَدِّرِ بالحَرَمِ الشَّرِيفِ انتهى، وعَلَى الزَّينِ العِراقيِّ فِي سنةِ تسعٍ وثمانينَ أشياءَ منها "جُزْءَهُ فِي قَصِّ الشَّاربِ"، وتزوَّجَ فيها ووُلِدَ لَهُ بِهَا عِدَّةُ أولادٍ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا وخَطابَتَهَا وإمامَتَهَا في حادي عَشَرِ ذِي الحِجَّةِ سنةَ تسعٍ وثماني مئةٍ عِوَضًا عن البهاءِ محمدِ بنِ المحبِّ الزَّرَنْدِيِّ فَسَارَ فيها سِيرةً حَسَنَةً، ثُمَّ صُرِفَ بعدَ سنةٍ ونصفٍ فِي صفرَ سنةَ إحدى عَشَرَةَ بزوجِ ابنتِهِ الرَّضِيِّ أبي حامدٍ المَطَرِيِّ، ولعلَّ سَبَبَهُ إهانةُ جَمَّازِ بنِ نُعيرٍ لَهُ حِينَ مَانَعَهُ عن فتحِ حَاصِلِ الحَرَمِ ولمْ يلتفتْ لمنعِهِ بَلْ ضَرَبَ شيخَ الخُدَّامِ بيدِهِ وكَسَرَ الأقفالَ ونَهَبَ مَا أرادَ، وانتفعَ بِهِ أَهْلُ المدينةِ والوافدونَ إليها، وحَدَّثَ فيها وفِي مَكَّةَ حِينَ جَاوَرَ بِهَا فِي سَنَتَي أربع عشرةَ وخمسَ عشرةَ وبِمِنَى والجعرانَةِ بالكثيرِ، سمعَ منهُ أولادُهُ وسبطُهُ المحبُّ المَطَرِيُّ وشيخُنَا والتَّقِيُّ الفَاسيُّ والتَّقيُّ بنُ فَهدٍ، وسمعَ عَلَيهِ ابناهُ وأخوه والأُبِّيُّ ومَنْ لا أحصِيهِم كَثرةً، وأَصحَابُهُ بالإجازةِ الآنَ معدودونَ، وآخِرُ مَنْ سمعَ عليه فيمَا أظنُّ أبو الفتحِ ابنُ عَلبَكَ، وبِمَكَّةَ أبو بَكرِ بنُ فهدٍ بَلْ آخِرُهُم مُطلقًا بالحضورِ أبو بكرِ بنُ عليِّ بنِ مُوسَى القُرشِيُّ، مَاتَ سنةَ خمسٍ وتسعينَ وقيلَ لِي: فِي سنةِ ثمانٍ وتسعينَ، وجَوَّدَ بَعْضُهُم مِمَّنْ لا يُذكرُ بالمدينةِ، فاللهُ أعلمُ.
وكَتَبَ عنهُ ابنُ الملقِّنِ قديمًا فكتبَ بخطِّهِ: أنشدني الشَّيخُ زينُ الدِّينِ ابنُ الحُسينِ فذكرَ شعرًا من نظمِهِ، وعملَ للمدينةِ تاريخًا حَسَنًا سمَّاهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute