للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العبَّاسِ أحمدُ بنُ محمَّدٍ العُنَّابِيُّ (١)، المالكيُّ، ثمَّ رجعَ إلى بلدِه آخرَ سنةِ ثمانٍ، ولزِمَ الإقراءَ حتَّى انتفعَ به جماعةٌ لمزيدِ شفقتِه وصبرِه، وحسنِ تعبيره، واحتمالِه لمَن يجافيه، وإحسانِه لمَن يُسيء إليه، كلُّ ذلكَ مع مداومتِه على العبادة، بحيثُ لم يتفرَّغْ للتَّصنيفِ معها، نعمْ له "تعليق" لطيفٌ في الفقه سمَّاه: "مُنتهى الِهمَّة في تصحيحِ التَّتمة"، لأبي النُّعمانِ بشيرِ بنِ حامدِ بنِ سليمانَ بنِ يوسفَ التَّبريزيِّ (٢)، و "شرحُ مسألةِ استعمالِ الظَّرفِ الطاهر" من الحاوي، واستيعابُ أقسامِها ومفاهيمها، بحسب التيسير، و"توجيهُ ما منع في مبادئ النظر من تخصيص الرَّوضة بما بين القبر والمنبر"، ردَّ فيه على الرِّيميّ (٣) مصنَّفه: "المسترشد على أنَّ الرَّوضة هي المسجد" (٤)، و"كفايةُ العابد"، و"مسألةٌ في مسمَّى العموم"؛ وأنَّ العامَّ المخصَّص حقيقة. وانتخبَ من "صفوةِ الصَّفوةِ" لابنِ الجوزيِّ نحوُ أربعِ كراريس، جمعَ فيها لُبَّهَا، وأردفَه بنحوِ كُرَّاسٍ من كلامِ القوم، وسمَّاه "المنتخَب"، لا يستغني عنه مَن عندَه ذوقٌ، ولديه توق. وأوقاتُه مشحونةٌ بالعبادةِ والمطالعة، والإقراءِ والتِّلاوة، مع المراقبةِ والتَّوجُّه، وبذلِ


(١) أبو العباس، شهابُ الدِّين، أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، العُنَّابى، شيخُ النُّحاة بدمشق، توفي سنة ٧٧٦ هـ. "الدرر الكامنة" ١/ ٢٩٨، و"بغية الوعاة"١/ ٣٨٢.
(٢) ترجم له الفاسي في "العقد الثمين" ٣/ ٣٧٥، وذكر أنه توفي سنة ٦٤٦ هـ، ولم يذكر كتابه هذا.
(٣) محمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الريمي، أبو عبد الله، جمال الدين، توفي سنة ٧٩١ هـ. "الدرر الكامنة" ٣/ ٤٨٦.
(٤) سماه السمهودي في "وفاء الوفا" ٢/ ١٦٥: دلالات المسترشد على أن الروضة هي المسجد.
ثم قال: وقد صنف الشيخ صفي الدين الكازروني المدني مصنفًا في الرد عليه، وقد لخصتهما مع سلوك طريق الإنصاف في كتابي الموسوم بـ: "دفع التعرض" و"الإنكار لبسط روضة المختار".