للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النَّصيحة، واتِّباع الكتاب والسُّنة، ولا يشتغلُ بأحدٍ بينَ العشاءين، ولا بعدَ الصُّبحِ إلى ارتفاعِ الشَّمسِ، وحينئذٍ يُصلِّي ركعتي الإشراقِ شكرًا للصَّباحِ الجديد، وتحيةً له، ثمَّ ركعتي الكِفاية، ثمَّ ركعتي الاستخارةِ في جميعِ ما يعرِضُ له، ثمَّ يجلس للإقراءِ إلى نصفِ ما بينَ الصُّبحِ والظُّهرِ، ويصلِّي حينئذٍ الضُّحى اثنتي عشرةَ ركعةً، ثمَّ يتوجَّهُ إلى منزلِه، فيشتغلُ بالمطالعةِ إلى قُبيلِ الظُّهرِ، فينامُ نومةً خفيفةً جدًا، ثمَّ يقومُ للصَّلاة، ويقرئ أيضًا بينَ الظُّهرِ والعصرِ، وبعدِ العصرِ ساعةً جيِّدةً، كلُّ ذلك بالمسجدِ، ويكونُ آخرَ النَّاسِ خروجًا منه بعدَ العشاء، ويُديمُ التَّهجُّدَ، وكان أوَّلًا يختمُ في الجمعةِ، ثمَّ صارَ يختمُ في كلِّ ثلاثةِ أىَّامٍ، ويصومُ البِيضَ، والاثنين والخميس، والأحد والأربعاء؛ القصدُ صيامُ داود، كلُّ ذلك مع التَّقلُّلِ في المأكلِ والمشرَبِ، بل ومن الدُّنيا، وزهده وتقنعه، وسمعَ بعضَهم يحضُّ آخرَ على شربِ دواءٍ لشهوةِ الأكلِ، فتعجَّبَ وقال: إنَّما المطلوبُ قِلَّتُهُ، فكيف يُتَدَاوى لكثرته.

ومن نظمه:

حَدا الحَادي بنا نحوَ المقابرْ … فمالتْ نحوَهُ جمعُ العَشائرْ

وظلَّتْ خوفَها رهنًا وأمستْ … إلى يومِ التَّنادي والمعاذرْ

وقامتْ بعدَ ذلكَ مسرعاتٍ … إلى دركِ الجحيمِ أو الحظائرْ

فيالكِ مِن دَواةٍ مُفظعاتٍ … أيَهْنَا العيشُ معْ هذي الدَّوائرْ

وكان يقول وهو قابض على لحيته: وا عجبًا لمَن يبلغُ الثَّلاثين، كيف يهناه العيش! يريد نفسه.

وكتبَ بخطِّه: عقدتُ مع الله تعالى: أن لا أكذبَ متعمِّدًا إلا فيما فيه صلاح في الدِّين، وأن لا أسألَ غيرَ اللهِ تعالَى شيئًا من الدُّنيا لنفسي، وأنْ أرضى بحكمِ اللهِ، وأنْ