للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"شرحِ الشِّفا"، فكتبَ منه كراريس، وفي "شرحٍ على التَّلخيص"، وفي "تفسير"، و"حاشيةٍ على الكشَّافِ" بيَّنَ فيها اعتزالَه، إلى غيرِ ذلكَ مِن نظمٍ ونثرٍ.

وله "رسالةٌ لطيفةٌ في علمِ الكلام"، وعشرُ رسائلَ في الكلامِ على أحاديثَ وآياتٍ، و"الشَّراب الطَّهور" في التَّصوُّف، وفي آخرِه "شرحُ قصيدِ ابنِ الفارضِ"، الذي أوَّله:

شَرِبْنَا على ذكْرِ الحَبِيبِ مُدَامة (١)

و"فردوس المجاهد"؛ يشتملُ عَلى ما يتعلَّقُ بالجهادِ من الآياتِ والأحاديثِ، و"شرحَه" في مجلدٍ ضخمٍ، و "أرجوزةً في أسماءِ الله وصفاتِه"، اشتملتْ على ألفِ اسمٍ، سمَّاها: "راح الرُّوح ومسلسل الفتوح"، وكتبَ إليه وهو بالمدينةِ النبوية أبوه من بلادِه، بما [] (٢) وماتَ في شهرِ رمضانَ، والأشبهُ كما أرَّخَه بعضُهم: أنَّه في ليلةِ الخميسِ، سابعِ ذي القَعدةِ، سنةَ اثنتين وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ الشَّريفةِ، وقد جازَ الثَّمانين، ودُفِنَ معَ شهداءِ أُحُد، بالقُربِ مِن مشهدِ سيِّدِنا حمزةَ - رضي الله عنه - خارجَ المدينة، في قبرٍ كانَ حفرَه بيدِه لنفسِه، مع كونِه أوصى بذلك. ويقال: إنَّه كانَ رام الانتقالَ عَنها قبلَ موتِه بأشهرٍ، فرأى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقولُ: له أرغبتَ عن مجاورتي، فانتبَه مذعورًا، وآلى على نفسِه أن لا يتحرَّكَ منها، فلمْ يلبثْ إلا قليلًا، وماتَ. وسمعتُ مَن يحكي


(١) صدر بيت من قصيدة ابن الفارض، وعجزه: سكرنا بها من قبل أن تخلق الكرم. وابن الفارض: عمرُ بنُ عليٍّ، المصري، المتوفى: سنة ٦٣٢ هـ، وتسمى قصيتدته هذه بالقصيدة الخمرية، وعدد أبياتها ٣٢ بيتًا. ولم أقف على شرح المترجم لهذه القصيدة.
(٢) بياض في الأصل.