للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووصفَهُ بالقُدوةِ العلَمِ، والعلّاَمةِ الذي منهُ الأعلامُ تتعلَّم، إمامِ الطَّائفةِ السُّنيَّة المحمدية، وقُدوةِ الجماعةِ الحنيفيَّة الحنفيَّة، رأسِ المدرِّسينَ في المدينةِ النَّبويَّة، وصدرِ المتصدِّرينَ بالرَّوضةِ الشَّريفةِ القُدسية، على مُشرِّفِها أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، ووصفَه إيَّاهُ بالإمامِ العلّاَمةِ القُدوةِ الأكبر الأشهرِ أبي عبدِ الله، وأقامَ بالمدينةِ أكثرَ من أربعين سنةً يدرِّسُ ويُفتي، ووَلِيَ بها تدريسَ الأميرِ يلبغا.

قال شيخُنا في سنةِ اثنتين من "إنبائه" (١): إنَّه شغلَ النَّاسَ بالمدينةِ أربعينَ سنةً، وانتفعَ النَّاسُ به لدينِه وعِلمِه.

قلتُ (٢): وحدَّث، سمعَ منه الطلبةُ، وممَّنْ أخذَ عنه شيخُنا أبو الفتحِ المراغيُّ، قرأ عليه "المسند" للطيالسيِّ بسماعِه له، في مجالسَ آخرُها رجبٍ سنةَ ثلاثٍ وسبعين وسبعِ مئة، بقراءةِ الكَمالِ الدَّميريِّ، على الكمالِ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ الحسنِ ابنِ حبيبٍ بسندِه، والمسلسلاتِ، والفوائدَ المذكورات، وألبسَه الخِرقةَ (٣)، و [هي] (٤) فرجيةُ صوفٍ زرقَاء، ولقَّنَه الذِّكرُ، وزوَّجَه ابنتَه أمةَ الله، وكانتْ عابدةً خيِّرةً، ثمَّ طلَّقها، كأنه بعدَ موتِ أبيها. وكذا قرأ عليه "البخاريَّ": الإمامُ نورُ الدِّين عليُّ بنُ محمَّدٍ الزَّرَنْديُّ. وصنَّفَ كتبًا، منها: "شرحُ البُردة" في مجلد كبير، أمعنَ فيه من التَّصوُّفِ معَ الإعرابِ واللُّغاتِ ومَا لا بدَّ للشَّرحِ منه، وكذا شرحَ "الأربعين النَّووية"، و"الأربعين التَّوحيدية"، المسمَّى: بـ"الأنوار التَّفريدية في شرحِ الجوامعِ الأربعينية"، وشرعَ في


(١) "إنباء الغمر" ٤/ ١٥٤.
(٢) القائل: المؤلف، السخاوي.
(٣) تقدَّم الكلام على بطلان ذلك.
(٤) سقط ما بين المعقوفتين في الأصل، وأثبته كما في "الضوء اللامع" ٢/ ١٩٩.