للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذلكَ في أواخرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ سبعٍ وستين، وأجازَه، وقرأَ عليه بعضَ "الكشَّافِ" و"الفائقِ" بواسطتين بينه وبين مؤلِّفِهما، وبعضَ "بنِ حِبَّانَ". والبدرَ أبا محمَّدٍ عبدَ الله بنَ محمَّدِ بنِ فرحونٍ، فسمعَ عليه بالرَّوضةِ بعضَ "صحيحِ البخاريِّ"، وجميعَ "مُسند الطَّيالسيِّ"، وأجازَ له. والقاضيَ نورَ الدِّينِ عليَّ ابنَ العزِّ يوسفَ الزَّرَنْديَّ، سمعَ عليه "مسنَدَ الطَّيالسيِّ"، والبعضَ من "الصَّحيحين"، و"التَّرمذيِّ"، و"ابنِ ماجه"، وحدَّثه مِن لفظِه ب "مكارم الأخلاق"، وبـ"مناظرة الحرمين" (١) له بكمالهِا، وأجازه، وتزوَّجَ ابنتَه عائشةَ، واستولدَها، ولبسَ منه ومن العفيفَ المطريِّ، والكمالِ ابنِ حبيبٍ الخرقةَ الصُّوفيةَ، وسمعَ على الكمالِ بقراءةِ الكمالِ الدَّمِيرِيّ بمكَّةَ في سنةِ ثلاثٍ وسبعين "مسنَدَ الطَّيالسيِّ". والبهاءَ أحمدَ ابنَ التَّقيّ السُّبكيِّ، قرأ عليه "الأربعين النووية" بالرَّوضة، وخطبةَ شرحِه للتَّلخيص المسمَّى "عروسَ الأفراحِ" (٢)، وناولَه إياه. وكتبَ له أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ مرزوقٍ، وقد أرسلَ صاحبُ التَّرجمةِ يستدعيه لنفسِه، ولولديه: إبراهيمَ وطاهرٍ، ما نصُّه:

أجزتُ السَّائلَ الأرضى المُجازا … جلالَ الدِّينِ خيرَ مَنِ استجَازا

إمامَ معارفٍ وكفَى إمامًا … لعلمِ مذاهبِ النّعمانِ حازَا

وإنْ كنتُ الأحقَّ بذاكَ منه … لتقصيريَ حقًّا لامَجازا

ولكنِّي ائتمرتُ لهُ امتثالًا … ومُقتفِيًا مناهجَ مَنْ أجَازا


(١) المسماة: "المرور بن العلمين في مفاخرة العلمين"، وقد نشرت بتحقيق: د. محمَّد العيد الخطراوي.
(٢) عروس الأفراح بشرح تلخيص المفتاح"، طبع مع "مختصر المطول"، للتفتازاني، القاهرة، المطبعة الأميرية، ١٣٤٨ هـ، ج ٤.