للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ارتحلَ إلى المدينةِ النَّبويةِ، صحبةَ الحاجِّ هو والشَّيخُ خالدٌ المذكورُ، فلمَّا قضى الحجَّ عادَ إلى المدينةِ في سنةِ ستٍّ وستين، ورأيتُ بخطِّي في موضعٍ آخرَ أنَّه قدِمَها في أواخرِ ذي الحجَّة سنةَ ثلاثٍ وستين، فكأنَّها مرَّةً قبلَ هذه، وأقامَ بجوارِ المصطفى، فكانَ ممَّنْ أدركَهم فيها: العفيفُ المطريُّ، والعفيفُ اليافعيُّ، فلازمَه، وسألَه إسماعَ شيءٍ، فقالَ له: اصبرْ إلى الوقتِ الذي آذنُ لكَ فيه، فلمَّا كانَ بعدَ مدَّةٍ أخرى أمرَه بجمعِ الكُتب السِّتةِ وغيرِها، وممَّا يريدُ في الرَّوضةِ، وأنْ يقرأَ عليه منْ كلٍّ واحدٍ بعضَه، ويناولُهَ إيَّاه معَ الإجازةِ، ففعلَ، وكانَ ممَّا جمعَه معَ السِّتةِ و"الموطَّأ" و"مسندِ الشَّافعيِّ" و"أحمدَ": "الوسيطُ" للواحديِّ، و"المصابيحُ"، و"شرحُ السُّنَّة"، و"جامعُ الأصولِ"، و"المشارقُ"، و"العوارفُ"، و"الرِّسالةُ"، و"صِحاحُ الجوهريِّ"، وقرأَ بعضَها، وناولَه معَ الإجازة جميعَها، ثمَّ في اليومِ الثَّاني: وهو ثامنُ ذي القَعدةِ سنةَ ستٍّ وستين وسبعِ مئةٍ، قرأَ عليه بعضَ "صحيحِ ابنِ حِبَّانَ"، و"الشَّمائل" للترمذيِّ، و"البدايةِ" (١)، و"منهاجِ العابدين"، و"الإحياءِ": ثلاثتِها للغزاليِّ، وناولَه جميعَها، وقرأَ عليه أيضًا "أربعي النَّوويِّ" في الرَّوضةِ تحتَ المِنبر في أربعةِ مجالسَ، بحضورِ جماعةٍ من الفقهاءِ، وسمعَ عليه بعضَ تواليفِه وأجازَه بكلِّها. ولقيَ بها أيضًا: الأمينَ أبا عبدِ الله محمَّدَ بنَ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الشَّمَّاعِ المصريَّ، قاضيَ القُدسِ، فقرأَ عليه اليسيَرَ من "جامعِ الأصول"، من أوَّلِه وأوسطِه وآخرِه، وسمعَ عليه شيئًا من "جامعِ التِّرمذيِّ". والعزَّ ابنَ جماعةَ، فسمعَ عليه "الشِّفا" بالرَّوضةِ، تحتَ المِنبرِ الشَّريفِ، بقراءةِ الإمامِ الشَّمسِ الخشبيِّ، و"البُرْدَة"، و"الشقراطيسية"،


(١) بداية الهداية": مطبوع.