للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والشبارُ (١) السَّالكُ العالمُ العاملُ، والفقيهُ الصَّادقُ، الشَّيخُ نورُ الدِّينِ زادَهْ ابنُ خواجهْ أفضلَ ابنِ النُّورِ عبدِ الرَّحمنِ الإسفرائينيُّ، ثمَّ البغداديُّ، ولازمَ خِدمتَه وصاحَبَه، وتلقَّنَ منه الذِّكرَ أمامَ خَلوةِ الشَّيخِ بثلاثِ حركاتٍ، وأخبرَه أنَّه تلقَّنَ ذلكَ من الشَّيخين: جبريلِ، وأبي بكرٍ الخيَّاطِ، وهما من أصحابِ جدِّهِ، بل دخلَ زاده أيضًا الخلوةَ والرِّياضةَ عندَ الشَّيخِ خالدٍ الكَردستانيِّ، وهو مِن أصحابِ شيخِه أبي بكرٍ الخيَّاطِ، ثمَّ إنَّ صاحبَ التَّرجمةِ لقِيَ خالدًا المذكورَ، فإنَّه مرَّ ببغدادَ، ونزلَ في رباطِ دربِ القرنفليين، فصاحبَه ولازمَه، وتلقَّنَ منه الذَّكرَ أمامَ خلوةِ الشَّيخِ، ودخلَ الخَلوةَ، وألبسَه طاقيةً كانت على رأسِه، وأجازَه بالسُّلوكِ والتَّلقينِ، وكتبَ زاده إجازةَ السُّلوكِ والتَّسليكِ والتَّلقينِ أيضًا، ولقِيَ أيضًا بالحُلَّةِ الفخرَ ابنَ المطهَّرَ، وتكلَّفَ له، وألبسَه فَرجيتَهُ التَّبريزية، واستنطقَه من مباحثَ علميةٍ، وكانَ الجلالُ صاحبُ التَّرجمةِ يدخلُ الخلوةَ أيامَ البِيضِ من كلِّ شهرٍ مدَّةَ سنين قريبَ الشُونِيزية (٢). ووليُّ الدِّينِ محبّ ابنُ الشَّيخِ سراجِ الدِّينِ المحدِّثِ، وقرأَ عليه بعضَ مقروءاتِه، وسمعَ عليه بعضَ مسموعاتِه، وكتبَ له إجازةً. ثمَّ ارتحلَ إلى كربلاءَ، وزارَ أميرَ المؤمنين الحسينَ، ثمَّ إلى سُرَّ مَنْ رَأى، وزارَ بها ثلاثةً من كبارِ أهلِ البيتِ، ثمَّ إلى إيوانِ كسرى في المدائنِ (٣)، وزارَ فيه سلمانَ الفارسيَّ، وحذيفةَ بنَ اليمانِ، ثمَّ


(١) في "الضوء": والشباري.
(٢) في "الضوء" النونيزية. وهي: الشُونِيزِية: بالضم ثم السكون ثم نون مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة وزاي وآخره ياءُ النسبة، مقبرة ببغداد بالجانب الغربي دفن فيها جماعة كثيرة من الصالحين. "معجم البلدان" ٣/ ٣٧٤.
(٣) تحرفت في الأصل إلى: الميدان.