للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أو عليها أَقْبَلَ، بالأماكنِ الدَّنيئةِ الخسيسةِ غيرُ مضاعَفةٍ، كهي (١) فيها (٢) عند جماعةٍ ممن اعتدلَ، والكلُّ سائرون مع القدرةِ الإلهيةِ، التي لا محَيدَ عنها ولا انتقال. فسبحانَه له الحمدُ على كلِّ حالٍ، ومنه الاسترشادُ والاهتداءُ لطُرقِ السَّعدِ وتَجَنُّبِ الوَبال، وبنعمتِه تَتِمُّ الصالحاتُ، وبِرحمتهِ تنمو الرَّابحاتُ؛ وإنْ كانتْ قليلةَ العملِ. والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدِ الخلقِ وأشرفِ مُرسَلٍ، وعلى آلِهِ وصحبهِ وتابعيهم المندفعِ الكربِ عَن سائرِ مَنْ به ثُمَّ بهم بِبَركته (٣) توسَّل (٤)، وبعدُ؛


(١) هذا استعمالٌ غيرُ فصيح؛ لأنَّ الكاف تختصُّ بجرِّ الاسم الظاهر. قال ابنُ مالك:
بالظَّاهرِ اخصصْ منذُ مُذْ وحتَّى … والكافَ والواوَ ورُبَّ والتا
قال ابنُ عقيل: وشذَّ جرُّها -أي: رُبَّ- ضميرَ الغيبة، كما شذَّ جرُّ الكاف له. "شرح ابن عقيل" ٢/ ١٥ - ١٤.
(٢) يريد أنَّ السَّيئات في المدينة ليست كالسَّيئات في غيرها، ويشير المؤلِّف إلى قول مَن قال بمضاعفة السَّيئات فيها.
قال السَّمهوديُّ بعد كلامه على حديث: "مَن أحدثَ فيها حدثا … " الخ. قال: فيستفاد منه أنَّ إثم الصغيرة فيها كإثم الكبيرة بغيرها، وعلَّل ذلك بقوله: لأنَّ الإساءة بحضور الملك ليست كالإساءة في أطراف المملكة. "وفاء الوفا" ١/ ١٢٢، والجمهور بخلافه.
(٣) في الأصل: بركته، وهو خطأ.
(٤) قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ رحمه اللّه تعالى: التَّوسُّلُ يُراد به ثلاثةُ معانٍ:
أحدها: التَّوسُّلُ بطاعته، فهذا فرضٌ لا يتمُّ الإيمان إلا به، والثَّاني: التوسُّل بدعائه وشفاعته، وهذا كان في حياته، ويكون يوم القيامة يتوسَّلون بشفاعته، والثالث: التَّوسُّل به، بمعنى الإقسام على اللّه بذاته، والسُّؤال بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصَّحابة يفعلونه في الاستسقاءِ ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره.
"قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص: ٥٠.