للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيامًا (١)، وقال له زيدٌ: كيفَ تدخلُ مكَّةَ وقد أخرجوك؟ فقال: "إنَّ اللّه جاعلٌ لما ترى فَرَجًا ومَخرجًا، وإنَّ اللّه ناصر دينَه، ومُظهر نبيَّه".

ثمَّ انتهى إلى حِراءٍ حتى دخلَها في جوار مُطعِم بنِ عَدِيٍّ (٢)، فقصد الرُّكنَ فاستلمه، وصلَّى ركعتين، وانصرف إلى بيته.

فلمَّا كان ليلةُ السَّبت -لسبعَ عشرَة ليلةً خلَتْ من رمضان، وقبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا- أتاه جبريلُ وميكائيلُ عليهما السَّلام، وهو نائم في مكَّةَ، فأُسْرِيَ به من زمزمَ إلى بيت المقدس، بعد أن شُقَّ صدرُه الشَّريفُ وحُشِيَ إيمانًا.

ثمَّ عُرِجَ (٣) به إلى السَّماء السَّابعة، وفُرضت الصَّلواتُ الخمس، ورأى ربَّه عزَّ وجلَّ بعينِ (٤) رأسه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا أصبحَ، وأخبر قريشًا بذلك كذَّبوه (٥)، وارتدَّ جماعةٌ (٦)،


(١) أخرجه البخاري في التفسير، باب: سورة: قل أوحي (٤٩٢١)، ومسلم في الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح ١/ ٣٣١ (١٤٩) عن ابن عباس.
(٢) مات ولم يُسلم.
(٣) قصة الإسراء والمعراج أخرجها البخاريُّ في مناقب الأنصار، باب: في المعراج (٣٨٨٧)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات ١/ ١٤٥ (٢٥٩) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٤) عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: سألتُ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - هل رأيتَ ربَّك؟ قال: نورٌ أنِّى أراه. أخرجه مسلم في الإيمان، بابٌ في قوله عليه: نور أنى أراه ١/ ١٦١ (٢٩١). وقال ابنُ أبي العز الحنفي: الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - رآه بقلبه ولم يره بعينه. "شرح العقيدة الطحاوية" ص: ٢٤٨.
(٥) عن جابر بن عبد اللّه - رضي الله عنه - أنه سمع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لمَّا كذَّبتني قريشٌ قمتُ في الحِجر، فجلا اللّه لي بيتَ المقدس، فطفقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه". أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب: حديث الإسراء (٣٨٨٦).
(٦) عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: لما أُسري بالنَّبي - صلى الله عليه وسلم - أصبح يحدِّثُ النَّاس بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا اَمنوا به وصدَّقوه. أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٣٦٠ بسند ضعيف.