للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسألوه أَمارةً، فأعلمهم بها (١)، وأتاه جبريل في صبيحتها، فأراه أوقات الصَّلوات (٢).

كلُّ ذلك وهو يدعو النَّاسَ إلى الإسلام نحو عشرِ سنين، فيوافي الموسم كلَّ عامٍ، ويَتتبَّع الحاجَّ في منازلهم بعُكاظ ومَجنَّة وذي المجاز (٣)، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلِّغَ رسالاتِ ربِّه، فلا يجدُ أحدًا ينصرُه ولا يجيبه، حتى إنَّه ليسألُ عن القبائل ومنازلهِا قبيلةً قبيلةً، فيردُّون عليه أقبحَ ردٍّ، ويؤذونه ويقولون: قومُكَ أعلمُ بكَ (٤)، إلى أنْ أرادَ اللّه سبحانه إظهارَ دينِه، فساقَه إلى هذا الحيِّ المُلقَّبين في الإسلام (بالأنصار) فدعاهم إلى اللّه عزَّ وجلَّ، وقرأ عليهم القرآن، وأسلم مَنْ شاء اللّه منهم، ووعدوه بالمجيء -هم ومن معهم- إلى العام المقبل، ثمَّ حضروا إليه عنده (٥)، فأسلموا وبايعوا على بيعة النِّساء (٦) وغيرِ ذلك، مِن غير أن يُفرضَ يومئذ


(١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا وفيه: "وقريشٌ تسألني عن مسراي؟ فسألتني عن أشياءَ من بيت المقدس لم أثبتها". أخرجه مسلم في الإيمان، باب: ذكر المسيح ١/ ١٥٦ - ١٥٧ (٢٧٨).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب المساجد، باب: أوقات الصلوات الخمس ١/ ٤٢٥ (١٦٦) من حديث أبي مسعود - رضي الله عنه -.
(٣) عُكاظ، بضمِّ أوَّله وفتح ثانيه، وبالظاء المعجمة، مكانٌ يقع شمال الطائف. ومَجنَّة، بفتح أوله وثانيه، بعده نون مشدَّدة: على أميال يسيرة بمكة، بناحية مَرِّ الظهران. وذو المجاز، بالفتح، وآخرُه زاي. هذه الأماكن الثلاثة كانت أسواقًا لمكة في الجاهلية. "معجم ما استعجم" ٣/ ٩٥٩، ١١٨٧، و "المعالم الأثيرة" ص: ١٩٩، ٢٣٩، ٢٤٠.
(٤) "سبل الهدى" ٢/ ٤٥١.
(٥) كانوا اثني عشر رجلًا. أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٥٧ بإسناد صحيح.
(٦) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، بابٌ (١٨)، ومسلم في كتاب الحدود، باب: الحدود كفارات لأهلها ٣/ ١٣٣٣ (٤١).