للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قتالٌ، وهي العقَبة الأولى (١).

في العامِ المقبلِ -وذلك في ذي الحجَّة أوسط أيام التَّشريق- قدِمَ عليه سبعون فأزيدُ منهم، وكان مَن حجَّ مِن قومهم خمس مئةٍ، فوعدهم مِنى -ليلةَ النَّفر الأوَّل إذا هدأت الرِّجالُ: أن يوافوه في الشِّعب الأيمن إذا انحدروا من منى أسفلَ العَقبة، فوافَوه فيه، ومعه عمُّه العبَّاسُ -قبل إسلامه- مُتوثِّقًا له، وهي العَقبة الثَّانية.

فبايعوه على أنْ يمنعوه ممَّا يمنعون منه نساءَهم وأبناءَهم وأنفسَهم، وعلى حرب الأحمر والأسود، وأنزل اللّه تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} (٢) الآية، وغيرَها، وأنَّه "من وفَّى فله الجنَّةُ، ومَن غشي ممَّا بايعهم عليه، كان أمرُه إلى اللّهِ، إن شاء عذَّبَه وإن شاءَ عفا عنه" (٣).

ثمَّ رجعوا إلى رحالهم، وقد طابت نفسُ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، إذ جعل اللّه له مَنَعةً: قومًا أهل حربٍ وعُدّةٍ ونجدة.


(١) العَقَبةُ بالتَّحريك: مرقى صعبٌ من الجبال. "القاموس": عقب. والمراد بها عقَبَة مِنى. "المعالم الأثيرة"، ص: ١٩٤ باختصار.
(٢) سورة الحج: ٣٩.
(٣) حديث صحيح.
أخرجه أحمد ٣/ ٣٢٢، والحاكم ٢/ ٦٢٤، وصحَّحه، ووافقه الذهبي.
وقد وردت الآية في حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما أُخرج النَّبي - صلى الله عليه وسلم - من مكَّة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فأنزل اللّه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩)} الآية، فقال أبو بكر: لقد علمتُ أنه سيكون قتال.
أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة الحج (٣١٧١) وقال: هذا حديث حسن.