للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو فيما قيل: من ذُريَّة الحبر الذي أسلمه تُبَّعٌ الأوَّلُ كتابَه الذي فيه أنه بناه لما مرَّ بالمدينة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لينزله إذا قدِمها، فتداوله المُلّاَك، إلى أن صار لأبي أيوب، وحينئذٍ فما نزل - صلى الله عليه وسلم - إلا في بيت نفسه (١)، وكرَّر قوله (٢): "اللهمَّ أنزلنا مَنزلًا مباركًا وأنت خير المُنزلين" وصارت الهدايا من الطعام تُحمل إليه.

وكان أوَّل ما سُمع منه - صلى الله عليه وسلم - (٣): "أفشوا السَّلام، وأطعِموا الطَّعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاسُ نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام".

ثمَّ تحوَّل منه، وأَمر ببناءِ المسجد (٤).

ثمَّ بنى مساكنَه بجانبه (٥)، وآخى بين المهاجرين والأنصار على الحقِّ والمواساة (٦).


(١) "وفاء الوفا" ١/ ٣٤٠، ومرور تُبَّع بالمدينة من غير ذكر تفصيلٍ في "مغازي ابن إسحاق" ص: ٢٩، وذكرها ابن كثير في "البداية والنهاية" ٢/ ١٦٤.
(٢) لم أقف عليه!!.
(٣) صحيح. أخرجه أحمد ٥/ ٤٥١، والترمذي في كتاب صفة القيامة، بابٌ: (٦٥٢) وصححه.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة (١٦٩١)، وكذا مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: ابتناء مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٣٧٣ (٩)، عن أنس - رضي الله عنه - به مطولًا.
(٥) قال ابنُ النجار: لمَّا بنى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - مسجده، بنى بيتين لزوجتيه: عائشة وسودة رضي اللّه عنهما على نعت بناء المسجد وجريد النخل .. ولما تزوَّج رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - نساءه بنى لهن حُجَرًا، وهي تسعة أبيات وكانت خارجة من المسجد. "الدرة الثمينة" ص: ١٧٥، وانظر "الجواب الباهر" ص: ٩.
(٦) ذكر اللّه تبارك وتعالى هذه المؤاخاة بقوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: ٣٣]، قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: كان المهاجرون لما قدموا المدينة ورِثَ المهاجريُّ الأنصاريَّ دون ذوي رحمه للأخوَّة التي آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلمَّا نزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نسخت .. الحديث. =