للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مملوكَهُ جان بلاط نائبًا عنه، حتَّى ورَدَ هوَ في آخِرِ السَّنَةِ مع الرَّكبِ، فبَاشرهَا، وقامَ بإعَادَةِ المنارةِ الرَّئِيسيَّةِ بعدَ نقضِهَا حتى بَلغ الماءَ لميَلانٍ كانَ بهَا، ونقضَ علوَّ القُبَّةِ الشَّرِيفَةِ؛ لشقوقٍ كانَ بها، وإعَادتِها معَ قُربِ عِمَارتِها، بلْ أضَافَ لضرِيحِ السَّيدِ حمزةَ مِنْ جهتِهِ اليُمنى رِحابًا واسِعةً بها، وأدْخلَ البِئرَ.

وكذَا رَمَّمَ حِصنَ أَمِيرِ المَدِينَةِ، وبعضَ السُّورِ المُحيطِ؛ للاحْتِياجِ لِذلكَ، وبعدَ انتهاءِ هذهِ المآثرِ والقُرَبِ؛ رُسمَ بتوجِيهِهِ لنِيَابَةِ جُدَّةَ، وأضَافَ لَذلكَ في ثانيَ سِنِيِّهَا عمارةً بالمسجِدِ المكِّيِّ كعلوِّ بئرِ زَمزمَ، ورَفرفِ المقام الحنفيِّ، ثُمَّ سِقايةِ العبَّاسِ، وساعدَهُ فيها أخُوهُ، واجْتهَدَ بعدُ في إجراءِ عينِ حُنينٍ، ورَاسَلَ سنةَ خمسٍ في الاستعفاءِ منْ جُدّة، أنَفَةً مِنَ الجمعِ بينَ الأمرَيْنِ المتنَافِرَيْنِ، فصرفَ عنهُمَا معًا، ففي جدَّة بقانم (١).

ورسمَ لهُ بتدريبِهِ في مُبَاشَرَتِهَا، وفي المَشْيَخَةِ بالطَّوَاشيِّ: إياسٍ الأشرفيِّ الأبيضِ، وقدِمَ، فبَاشَرَ، ولمْ يلبثْ أنْ ماتَ بالمدينَةِ في رجَبٍ سنةَ ستٍّ وتسعينَ.

وأُعيدَ صَاحبُ التَّرجمةِ بعدَ شغورِهَا قليلًا إلى أنْ عُيِّنَ لإمرَةِ الرَّكْبِ الأوِّلِ في السَّنَةِ المشَارِ إليْهَا، وتَعِبَ كثيرًا ممَّنْ كانَ مَعَهُ، ثُمَّ رَجَعَ بالرَّكبِ، وتركَ مملُوكَهُ بالمدينَةِ، فبَاشَرَ سنةَ سبْعٍ إلى أنْ وَردَ مَولاهُ معَ الرَّكبِ في آخرِهَا، فبَاشَرَ على عَادَتِهِ، ورسَخَتْ قدَمُهُ، وابتَنَى بها دارًا بلصقِ المدرسةِ الشهابيَّةِ، المقاربةِ لبابِ


(١) في النسخة: بتنم، والصواب ما أثبتناه.