للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جبريلَ -أحدِ أبوابِ المسجِدِ النَّبويِّ-، ثُمَّ رغبَ عنهَا لصَاحبِ الحِجازِ، ثُمَّ عوضَ عنها بقُربِهَا دارًا لسُكناهُ، وجَعلهَا متَّصلَةً بدارِ المَشيخةِ القَدِيمَةِ.

وفي سنةِ ثمانٍ وتسعين حَصلتْ صاعقةٌ، رمتْ جِانبًا مِنْ المنارةِ الرَّئِيسيَّةِ، فسقَطَ على سطحِ المسجِدِ بعضُ أحجَارِهَا، بحيثُ خسفَ بعضُ المباني (١) التي عُلْوَ (٢) موقف الزَّائرينَ، فبَادرَ لتنظِيفِهَا، مباشرًا ذلك بِنفسِهِ، وأصْلحَ بعضَهُ، ثُمَّ رسمَ بإصلاحِ المنارةِ، فأصلَحَ ما أمْكَنَهُ مِنْ ذلكَ، وتركَ البَاقي إلى مجَيء مُهندسِهَا أو غيرِهِ، وأصلَحَ بعلو سطحِ مسجدِ قباءَ ساترَ الكُرسيِّ [الذي] جدَّدَهُ ابنُ الزّمِنِ، [و] (٣) كان قدْ تداعَى للسُّقُوطِ، وكذا جدَّدَ سَقفَ مسجدِ القِبلتَينِ، والمسجِدَ الذي جمَّعَ فيه -صلى الله عليه وسلم-، ومحلَّ عتبانَ بنِ مالكٍ، ومسجِدَ بنِي قُريظةَ مِنَ العَوالي.

وفي سنة اثنتينِ وتِسعينَ -حِينَ جاءَ على وِلايةِ المشْيخَةِ- عيَّنَ في مدرسةِ السُّلطانِ غالبَ صُوفيتِهَا، وفُوِّضَ إليهِ فيهَا النَّظَرُ في القبَّةِ التي على الحجرَةِ النَّبَوِيَّةِ حينَ تشقَّقَّتْ مِن أَعاليهَا، وفي المَنَارةِ الرَّئِيسِيَّةِ، فأحكَمَ الأمرَ في ذلك. ونمَتْ أموالُهُ بحدَائِقَ اشترَاهَا، كبئرِ بُضاعةَ أَحَدِ الآبار النَّبويَّةِ، وجَلَّ بها النَّفعُ سِوَى ما يَستأْجِرُهُ مِنْهَا، ومَا هوَ تحتَ نظرِهِ، وتفرَّسَ في هذا ونحوِهِ بعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، كاتبِ الحرمِ.


(١) في المخطوطة: المقالي، والصواب ما أثبتناه.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.