للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه البدرُ ابنُ حبيب (١) في "تاريخه"، والإسنويُّ في "طبقاته" (٢)، وقالَ: إنَّه جاورَ بالمدينةِ مِراراً، مرَّةً منها مدَّةَ، وماتتْ فيها زوجتان له، وهما زينب، وخديجةُ الاثنتان (٣) في سنةِ ستِّ وستين وسبعِ مئةٍ، والخزرجيُّ (٤) في "تاريخ اليمن".

قالَ ابنُ فرحونٍ (٥): الشَّيخُ، العالمُ العاملُ، قطبُ زمانِه، كانَ قبلَ توطُّنِه بمكَّةَ، وزواجِه فيها، أقامَ بالمدينةِ على قدمِ التَّجرُّد، والوَحدةِ، والسِّياحاتِ، ثمَّ تزوَّجَ بالمدينةِ في سنةِ تسعِ وثلاثين وسبعِ مئةٍ الحرَّةَ الصَّالحةَ العابدةَ، سُتيتَ أمَّ محمَّد ابنةَ عليٍّ اليماني، ثمَّ فارقها، وارتحلَ إلى مكَّةَ، ولم يزل يتردَّدُ إلى المدينةِ، ويجاورُ بها.

ومناقبُه، وكراماتُه، وأحوالُه، وعلومُه، ومصنَّفاتُه، ومجاهداتُه لا يحصرُها حدٌّ، ولا تنتهي بالعدِّ كما قيل:

يفنى الكلامُ ولا يُحيطُ بوصفِه … حَسْبُ المُبالِغ أن يكون مُقصِّرا

وكثيرٌ من الصَّالحين، يشيرُ إلى أنَّه قطبُ مكَّةَ، وهو جديرٌ بذلك.


(١) الحسنُ بنُ عمرَ، بدرُ الدِّين الدمشقي الأصل، الحلبي، محدِّثٌ ومؤرِّخٌ، أخذ عن ابن نباتة، وأخذ عنه ابنُ عشائرَ، له: "تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه" مولده سنة ٧١٠ هـ، ووفاته سنة ٧٧٩ هـ. "الوافي بالوفيات" ١٢/ ١٩٥، و"الدرر الكامنة" ٢/ ٢٩.
(٢) "طبقات الشافعية" ٢/ ٣٣٠.
(٣) في الأصل: الاثنتين، وهو خطأ ظاهر.
(٤) أبو الحسن، عليُّ بنُ الحسنِ الخزرجيُّ، النسَّابة، مؤرخٌ أديبٌ، أجاز لابن حجر. توفى سنة ٨١٢ هـ، وقد جاوز السبعين جمع تاريخاً على السنين، وآخر على الأسماء. "إنباء الغمر" ٦/ ١٩٠، و"الضوء اللامع" ٥/ ٢١٠ و"شذرات الذهب" ٧/ ٩٧.
(٥) "تاريخ المدينة"، ص: ١٣٩.