للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واتَّفقَ في سنةِ ستٍّ وستين وسبعِ مئةٍ مجيئُه معَ القافلةِ للزِّيارةِ، فجاءَ بزوجتيه ابنةِ القاضي نجمِ الدِّين، وأمِّ أولاده الشِّهابِ، الإمام، فتُوفيتِ الأولى في أواخرِ شعبانَ، ثمَّ الثانيةُ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضان، ودُفنتا في قِبلة قُبَّةِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا كانَ بعدَ العيدِ خطبَ إليَّ ابنتي ملوكَ التي كانتْ زوجَ عيسى الهسكوري (١)، فزوَّجتُها منه رجاءَ بركتِه. انتهى.

كانت وفاتُه في جُمادى الثَّانيةِ سنةَ ثمان وستين وسبعِ مئةٍ بمكَّةَ، ودُفنَ بجوارِ الفُضَيلِ بنِ عياضٍ مِن المَعلاةِ، وبيعتْ حوائجُه الحقيرةُ بأغلى الأثمانِ، بحيثُ بيعَ له مِئزرٌ عتيقٌ بثلاثِ مئةِ درهمٍ، وطاقيةٌ بمئةٍ، ومِن نظمِه (٢):

ألا أيُّها المغرورُ جهلاً بعزلتي … عن النَّاسِ ظنًّا أنَّ ذاكَ صلاحُ

تيقَّنْ بأنِّي حارسُ شرِّ كلبةٍ … عَقورٍ لها في المسلمين نُباحُ

ونادى منادي القويم باللَّوم مُعلناً … على يافعيٍّ: ما عليكَ جناحُ

وقوله (٣):

يا غائباً وهو في قلبي يُشاهدُه … ما غابَ مَنْ لم يزلْ في القلبِ مشهودا

إنْ فاتَ عينيَّ مِن رُؤياكَ حظهُما … فالقلبُ قد نالَ حظَّاً منكَ محمودا

وقالَ شيخي في "درره" (٤): نشأ على خيرٍ وصلاحٍ، وانقطاعٍ، ولم يكنْ


(١) عيسى الهسكوري، تأتي ترجمته.
(٢) الأبيات في "طبقات الإسنوي" ٢/ ٣٣٢، و"العقد الثمين" ٥/ ١١٠.
(٣) البيت في "العقد الثمين" ٥/ ١١١.
(٤) "الدرر الكامنة" ٢/ ٢٤٧.