للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأنشدَه إياها، فلمَّا بلغَ آخرَها، وهو قولُه:

والحمدُ للهِ الكريمِ وهذهِ … كمُلتْ وظنِّي أنَّه يَرضاها (١)

قال -صلى الله عليه وسلم-: رضينَاها رضِيناهَا.

ومِمَّنْ أخذَ عنهُ: عبدُ الواحدِ الجُزوليُّ الآتي.

وذكرهُ المجدُ، فقال (٢): الشيخُ أبو مُحَمَّدٍ، ذو المقاماتِ الفاخرةِ، والكراماتِ الظَّاهرةِ، والولايةِ العليَّةِ، والعِنايةِ الجليَّةِ، والزَّنْدِ الوَريِّ بالأنوارِ، والقلبِ الرَّويِّ بالأسرارِ، كانَ أعبدَ مشايخِ أهلِ عصرهِ وأزهدَهُمْ، وأقدرَهُم على الرِّياضةِ وأجهدَهُم (٣)، وأعلاهُم في الطَّريقِ غايًا (٤)، وأجلاهُم في التَّحقِيقِ آيًا.

أَعرضَ عنْ طريقِهِ وتِلادِه (٥)، وسافرَ عن ديارِه وبلادِه، وهاجرَ إلى اللهِ على قدمِ التَّجريدِ، وانقطعَ بإخلاصِهِ إلى عالمِ التَّحقيقِ والتَّفريدِ. شرَّقَ البلادَ وغرَّبَ، وخَبَرَ العبادَ وجرَّبَ، وصحِبَ المشايخَ المحقِّقِينَ، وانتفعَ بِجماعةٍ منْ أربابِ اليقينِ، ثُمَّ


(١) في "نصيحة النشاور": نجزت.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤١.
(٣) إن الشرع حجة الله على العالمين وهو جلي واضح، ولا أسرار فيه، كما أن رياضة النفوس المحمودة تكون بالأخلاق الحسنة المعتدلة، والآداب المحمودة المستمدة من الوحيين، وأما الرياضات الخاصة التي يظن أصحابها أنهم بمجردها تحصل لهم المعارف بلا تعلم ولا نظر ولا تدبر للقرآن والحديث، فهي ظاهرة البطلان.
(٤) في المخطوطة: عنانا، والتصويب من "المغانم"، والغاي: جمع غاية، وهي الراية. "القاموس": غيي.
(٥) التلَّيدُ والتَّالدُ: المالُ القديمُ الأصل، الذي وُلد عندك، وهو نقيضُ الطارف. "الصحاح": تلد.