للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي ذي الحجَّةِ سنةَ خمسين وسبعِ مئةٍ: نهبَ الطُّفيلُ بنُ منصورِ بنِ جمَّازٍ المدينةَ حين بلغَه صَرْفُه عنها قبل مجيءِ المتولِّي بأيَّامٍ (١).

وفي ذي الحجَّةِ سنة ستين وثمان مئةٍ: تسوَّرَ بعضُ الأشراف -بني حسين- لسطحِ الحُجرة النَّبوية، وسرقَ من قناديلِها الذَّهب والفضَّة جملةً، ولم يُفطنْ لذلك إلا في التي تليها، فاستُرجِع منه ما أمكن، وصُلبَ الفاعلُ، وقُتلَ الآخرون (٢).

في سنة إحدى وتسع مئةٍ: اقتحمها حسنُ بنُ زبيريٍّ أيَّام نيابته بها، وكسرَ قُبَّةَ الزَّيت، وأخذَ ماكان بها من نقدٍ وقناديلَ، وغيرِ ذلك.

وسبقَه لنظيرِ فعلِه: جمَّازُ بنُ هبةَ، فإنه -حين بلغَه عزلُه في سنة إحدى عشرة وثمان مئةٍ- كسر القُبَّة، وأخذَ ما فيها من قناديلِ ذهبٍ وفضَّةٍ، وثيابٍ لتكفين الموتى، وذلك شيءٌ كثير إلى غيره، ولم يلبثْ أن مات في التي تليها.

وكذا هجمَ على المدينة من أمرائها: عجلانُ بنُ نُعيرٍ (٣)، في سنة ثلاثين أوآخرَ التي قبلها، كما في ثابت بنِ نُعيرٍ أخيه، واستباحها ثلاثةَ أيَّامٍ بمعاونةِ ذربانَ الحسينيِّ الطُّفيلي، كما أعانَ ابنُه مشاري حسنًا، مع كونِ والدِه زُبيريٍّ هو القاتلَ لذِربانَ.

وكذا هجمَ قبل ذلك في سنةَ أربعٍ وعشرين: غُريرُ (٤) بنُ هيازع أحدُ أمرائها، وأخذَ من الحاصل شيئًا كثيرًا، ورامَ ضَيغمٌ الاقتداء بهم فكفَّه الله، كما سيأتي في


(١) انظر "نصيحة المشاور" ص: ٣١٤ - ٣١٥، و "الدرر الكامنة "٢/ ٣٢٥.
(٢) هو برغوث بن بشير الجرشيُّ، الحسينيُّ، من أشراف المدينة، ترجم له السخاوي في "الضوء اللامع" ٣/ ١٠، وذكر هذه القصة عندها.
(٣) يُنظر: "النجوم الزاهرة " ٤/ ١٣٩.
(٤) في المخطوطة: ابن غرير.