للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثمَّ رام عبدُ الملكِ بنُ مروان (١) نقلَه، فذكَّره بعضُ جلسائه بما تقدَّم، فكفَّ.

ثمَّ همَّ ابنُه الوليد (٢) بذلك، فحُذِّرَ منه، فتركَ.

ثمَّ إنَّ سليمانَ بنَ عبدِ الملك (٣) قيل له ما وقع من أبيه وأخيه، فقال: مالنا ولهذا، أخذْنا الدُّنيا، فهي في أيدينا، ونريد أن نعمِدَ إلى عَلَمٍ من أعلامِ الإسلام (٤) يُوفدُ إليه فنحمله؟ هذا مالا يصلح (٥). والمعجزة فوق هذا.

إلى غير هذا مِن تعرُّضِ بعضِ الرَّافضة لبعضِ أهلِ السُّنَّة بالقتلِ والإتلافِ، بحيث أتلفَهم الله تعالى، وأجرى أهل السُّنة على ما تفضَّل الله عليهم به بدعاءِ صاحبِها - صلى الله عليه وسلم -.

وممَّا اتَّفق أنَّهم بينما هم في العِمارةِ، بعد الحريقِ الثَّاني المُشارِ إليه، إذ دخلَ جملٌ- كانَ ضَعُفَ عن العمل، فراموا نحرَه - إلى المسجدِ النَّبويِّ، شِبْهُ المستجير به، فأمرَ ناظرُ العِمار بعدمِ التَّعرُّضِ له، وإعفائِه من العملِ من غيرِ قطعٍ لعَلَفِه وسقيه.


(١) عبدُ الملكِ بنُ مروانَ بنِ الحكم، أبو الوليد الخليفةُ الأمويُّ، القرشيُّ، بويع بالخلافة عند موت أبيه، كان فقيهًا، عاقلًا جبَّارًا، شديد السياسة، هو الذي سلَّط الحجَّاج على الناس، وغزا الكعبة، ت ٨٦ هـ.
"الفخري"، ص: ١٢٢، و "تاريخ بغداد" ١٥/ ٣٨٨ - ٣٩١.
(٢) الوليدُ بنُ عبدِ الملك بنِ مروان، الخليفة الأمويُّ، بويع بالخلافة بعد أبيه عبد الملك، جرت في مدته فتوحات عظيمة، كالأندلس، والهند، بنى جامع دمسق، والمدينة، والمسجد الأقصى، ت ٩٦ هـ. "الفخري"، ص: ١٢٧، و "الكامل" ٤/ ٢٩١ - ٢٩٣.
(٣) سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ بن مروان، الأمويُّ، القرشيُّ، بويع بالخلافة بعد موت أخيه الوليد، جرت في أيامه فتوحات، كان غيورًا، نَهِمًا، ت ٩٦ هـ.
"الفخري"، ص: ١٢٨، و "وفيات الأعيان" ٢/ ٤٢٠.
(٤) في الأصل بزيادة كلمة (المسلمين)، قبل كلمة (الإسلام) ووضع فوقها خط ضرب.
(٥) "الكامل" ٣/ ٣١٩.