للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأحكامِ وخَوفًا من الوُقوعِ في مظالمِ العِبادِ، ويُوصِي نوَّابَهُ بحسنِ السِّيرةِ.

وكذَا كانَ مِن شأنِهِ التَّورُّعُ عنِ المواريثِ التِي يعلمُ أنَّ أهلَها غُيَّبٌ، ويحفظُها عليهِم، وينفِّذُ وصايَا الأمواتِ الذينَ لا وارثَ لهم، ويُخرجُ الزَّكاةَ مِن مالهِ على المستحِقِّينَ، ويحسنُ إلى أراملِ الشُّرفاءِ وأيتامِهِم مِن صلبِ مالِهِ، ومناقِبُهُ كثيرةٌ، ومحاسِنهُ عديدةٌ. انتهى.

وعُزِل بابنِ أخِيهِ هبةَ بنِ جَمّازِ بنِ منصورٍ في سنةِ ثلاثٍ وسَبعين وسبعِ مئةٍ، ثُمَّ أُعِيدَ في موسمِ سنةِ اثنتينِ وثمانينَ بعدَ مسكِ ابنِ أخِيهِ بمكَّةَ، ودَامَ حتَّى ماتَ، كما أرَّخَ شيخُنَا في "إنبائه" (١) وفاتَهُ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، وكذا أخُوهُ نُعَيرٌ، وابنُ أخِيهما هبةُ بنُ جَمّازِ بنِ منصورٍ.

واستقرَّ بعدَ عَطِيَّةَ جمازُ بن هبةَ بنِ جَمَّازِ بنِ منصورٍ.

وقالَ المجدُ (٢): وهو الأميرُ العَبَّادُ السَجَّادُ، الحائزُ مِن المناقِبِ ما يضيقُ عَن حصرِهِ التَّعدَادُ. وليَ المدينةَ بعدَ أخِيهِ جمازِ بنِ منصورٍ كارهًا غيرَ راضٍ، وقَدَرُ اللهِ في العبدِ ماضٍ، وعليهِ قاضٍ.

وذلكَ أنَّهُ لمَّا قُتل جمَّاز سُئلَ ولدُهُ الأميرُ هِبةُ أن يُقْبِلَ على الوِلاية وَيقبَلَهَا، ويستُرَ على الرَّعيَّةِ بذيلِ مَعْدِلتهِ ويُسْبِلَها، فامتنَع وأبَى، وكَلَّ سيفُ عزمِهِ عن قَبولِ الفضولِ ونَبَا، فأقبلُوا على زَيَّانَ، واجتمَعَ عليهِ الحيَّان، فقالَ: حاشَاي أن أتقدَّمَ


(١) "إنباء الغمر" ٢/ ٧٣، وفيات سنة ٧٨٣ هـ.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٥٥.