للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا بَني الزَّهراء والنُّورِ الذي … ظنَّ موسى أنَّها نارُ قبَسْ

لا أُوالي الدَّهرَ مَنْ عَاداكمُ … إنَّه آخرُ شطْرٍ مِن عَبَسْ

يُشير إلى: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} (١)، ثُمَّ أخذَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عذَبةً بِسوطٍ في يدهِ، فعقَدهَا ثلاثَ عَقدَاتٍ.

قالَ القاضي: وكانَ مِن تقدِيرِ اللهِ أن ضُربَ رأسُ قُرُقْماس، فلمْ يَزُلْ إلَّا بثلاثِ ضرباتٍ، بحيثُ كانَ ذلكَ الصَّوتُ من قَبِيلِ: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} (٢) ثُمَّ قالَ القاضِي: يا فلانُ، إذَا أقامَ الفقِيرُ بِخَلوةٍ فأُخرِجَ مِنها، فجلسَ في مَوضعٍ قَيَّضَ الله لهُ عِمارتَهُ، ولو كانَ مَزبلةً.

قالَ السَّيدُ: فعلمتُ أنَّ شَيخَنَا يعنِينِي بجُملةِ كلامهِ الأوَّلِ، ولم أعلم أنَّهُ يَعنِينِي بالجُملةِ الأخِيرةِ، ولا حكمةَ عطفِهَا على مَا قَبلَهَا إلَّا بَعدَ مُضِيِّ نحوِ سبعَ عشرةَ سنةً، فإنِّي فارقتُهُ عقِبَ ذِكرِهِ لذَلكَ سنةَ سبعينَ، وسافرتُ -وقد تركتُ الزَّوجةَ والوظائِفَ- ومَعِي (٣) والدتِي إلى الحِجازِ للحَجِّ بَحرًا في ذِي القِعدةِ، وكدتُّ أدركُ الحجَّ فلم يُمكِن، وتألَّمتُ لذَلِكَ شَديدًا، وحصلَ لِي كسرٌ عظيمٌ، فنظرتُ "شرحَ الأسماءِ" للقُشَيْري، وأنَّهُ حكَى عَن بعضِهم ممَّن حجَّ سَبعينَ حجَّةً: وأنَّهُ رأَى في مُنصَرفِهِ مِن آخرها شَخصًا باكيًا، لفواتِ إدراكِهِ الوقوفَ، فقالَ لهُ: هبْ عليَّ


(١) سورة عبس، آية: ٤٢.
(٢) سورة الفجر، آية: ١٣.
(٣) في الأصل: ومع.