للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بسَدِّ السِّردابِ الذِي كان مُواجِهًا للحُجرَةِ النَّبويَّةِ، والمتوصِّلِ بهِ لدورِ العشرةِ، لما كانَ يحصلُ فيهِ مِن الفسادِ، ممَّا كانت المصلحةُ في سدِّهِ مع المعارضةِ فيهِ.

وشهِدَ موتَ رفيقِهِ ابنِ العمادِ (١) بمرورِه معهُ على اختصارِه "تفسير البيضاوي"، ثمَّ سافرَ لزيارَةِ أمِّهِ، فما كان بأسرعَ مِن موتِها بعدَ لقائِهِ لهَا، ثُمَّ رجعَ فزارَ بيتَ المقدِس، وعادَ إلى القاهرةِ، ثُمَّ إلى المدينةِ، ثُمَّ إلى مَكَّةَ، فحجَّ، ثُمَّ رجعَ إلى المدِينَةِ مستَوطِنَها، وابتنى له بيتًا مناولةً من ابنَي أبي الفرجِ المراغيِّ، وكان الشَّمسيُّ أحدهما (٢) كهفًا لهُ بالمدينة، بل هو أعظمُ قائمٍ معهُ في مآربِهِ بِها، مع تجمُّلهِ بِأختِهِ في حالِ تزوُّجِهِ بِها، وكونِهَا هي الموصِّلَةَ لهُ للبيتِ المشارِ إليهِ، ولكنْ لعدَمِ صبرِهَا على السَّرارِي، حصلت الرَّغبةُ في المفارقةِ، وكنتُ أحبُّ إذ وقفَ البيتَ المشارَ إليهِ أن يجعلَ لها نَصيبًا فيهِ ولو بالنَّظرِ.

وهو مِمَّن اجتمعَ بِي في القَاهِرَةِ عندَ شَيخِهِ المناويِّ وغيرِهِ غيرَ مرَّةٍ، ثُمَّ بالحرمَينِ كذلكَ، وغبطَتِهِ على استِيطَانِهِ المدينةَ، ورسُوخِ قدَمِهِ فِيهَا، بِحيثُ صارَ شيخَهَا، قلَّ أن لا يأخُذَ عنهُ أحدٌ مِن أهلِهَا، وهم معَ هذَا يحسُدُونَهُ، وطالَ ما كانَ الفاضلُ الشَّمسُ ابنُ الخَطِيبِ (٣) الريِّسُ يتظلَّمُ مِمَّا كان يذكُرُ أنَّ سبَبَهُ تقريرُ


(١) أحمدُ بنُ عمادِ بنِ يوسفَ، الشِّهابُ أبو العبَّاسِ الآقفهسيُّ، ثمَّ القاهريُّ، الشَّافعيُّ، أحدُ أئمةِ الفقهاء الشافعية، مات سنة ٨٠٨ هـ. "الضوء اللامع" ٢/ ٤٧.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) شمسُ الدِّينِ ابنُ الخطيبِ، رئيسُ المؤذِّنين، ماتَ في الحريقِ الذي اندلعَ في المسجدِ النَّبويِّ، بسبب صاعقةٍ سنة ٨٨٦ هـ، وهو يؤذِّنُ بالمنارةِ الرَّئيسية.