للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثلاثٍ وثلاثينَ، وصارَ يتردَّدُ منها إلى مكةَ في أيام الموسمِ للحَجِّ خاصةً، ثُمَّ قَطَنَها بعدَ الحَجِّ في سنة سبعٍ وثلاثينَ إلى أن ماتَ بها في ليلةِ الأحدِ خَامِسَ عِشري ربيعٍ الآخرِ سنة ثمانٍ وثلاثينَ وثمانِ مِئَةٍ، ودُفِنَ بالمَعلاةِ.

وكانَ إمامًا عالمًا، مشتهِرًا بالخِبرةِ بكتاب "الحاوي"، وحُسنِ تقريرِهِ، صالحًا، متواضعًا، حريصًا على نفع الطلَبة، درَّس بالحرمين، وأفتى فيهما، وانتفع به كثيرون فيهما وفي غيرهما، وله مؤلَّفاتٌ منها: "شرحُ المنهاجِ الأصلي"، و"تخميسُ البردةِ"، وكذا "بانت سعاد" وسماها: " تنفيس الشِّدَّةِ في تخميسِ البُردَةِ"، و"بلوغُ المرادِ في تخميسِ بانتْ سُعَادُ"، و "قصيدةٌ" تَتَضَمَّنُ قراءَةَ يزيدَ بنِ القعقاعِ المدني، ويعقوبَ الحضرميِّ، واختيارَ خَلَفٍ الأسديِّ على وزن "الشاطبية" وقافيتها، وجعَلَها بين بيوتها حيثُ أدخلَ كلَّ شيءٍ مَعَ ما يُنَاسِبُهُ، وصارت كالتَّسمِيطِ (١) بين أبيات "الشاطبيةِ"، وتسمَّى "نظمَ التَّتِمَّةِ في القراءاتِ العشر"، و شَرَحَها باختصارٍ إلى غير ذلك.


(١) في "القاموس": سمط: المُسمَّطُ، كمُعَظَّمٍ: أبياتٌ تجمعها قافيةٌ واحدةٌ، مخالفةٌ لقوافي الأبيات، كقول امرئ القيس:
ومُسْتَلْئِمٍ كشفْتُ بالرُّمحِ ذَيْلَهُ … أقمْتُ بعَضبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَهُ
فَجعْتُ به في مُلتقى الحيِّ خَيْلَهُ … تركتُ عِتاقَ الخيلِ تَحجُلُ حولَهُ
كأنَّ على أثوابهِ نَضْحَ جِريالِ