للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالظَّاهرية القديمةِ (١) على المشايخِ الأربعين، بل سمعَه بكمالِه إلا مجلسًا على القاضي سعدِ الدِّينِ ابنِ الدَّيْريِّ بقراءةِ الجَوجريِّ، وكانَ ضابطَ الأسماءِ، وأخذَ عن الشَّمسِ الشَّنَشيِّ (٢) "البخاريَّ" وغيرَه، وتردَّدَ لشيخِنا في الرِّوايةِ والدِّراية، وقرأ "البخاريَّ" على الشَّريفِ النَّسَّابة (٣)، وحجَّ مِرارًا؛ أوَّلهُا في سنةِ تسعٍ وأربعين، وجاورَ بطيبةَ نحوَ عامينِ لضبطِ بعضِ العمائر، ولذا أثبتُّه هنا، وكذا ضبطَ بعضَ العمائر في غيرِها، وسمعَ بمكَّةَ على أبي الفتح المراغيِّ، وبالمدينة على أخيه، والمحبِّ المطريِّ، بل قرأَ عليه أكثرَ النِّصفِ الأوَّلِ من "البخاريِّ"، وسمعَ من لفظِه غيرَ ذلك، وسافرَ في بعضِ حجَّاتِه لزيارة ابنِ عَبَّاسٍ (٤) بالطَّائف، وكذا دخلَ الصَّعيدَ، وزار أبا الحجَّاجِ


(١) المدرسة الظاهرية القديمة، هي المدرسة الظاهرية البيبرسية بالقاهرة، شيدها الملك الظاهر بيبرس البندقداري، شرع في بنائها سنة ٦٦١ هـ، وتم في سنة ٦٦٢ هـ، تقع بجانب قبة الملك الصالح نجم الدين أيوب، بين القصرين، ورتب لتدريس الحديث بها الحافظ شرف الدين الدمياطي، وفيها نحو أربعين شيخًا، ووقف بها خزانة كتب.
ينظر: "خطط المقريزي" (٢/ ٣٧٨. "النجوم الزاهرة" ٧/ ١٢٠.
ويقال لها: القديمة، تمييزًا لها عن المدرسة الظاهرية البرقوقية، التي تسمى أيضًا: المدرسة الظاهرية الجديدة. ينظر: "النجوم" ١١/ ٢٤٥.
(٢) محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ، الشمسُ الشَّنَشي، المعروف قديمًا بقاضي منية أسنا، توفي سنة ٨٧٣ هـ. "الضوء اللامع" ٧/ ٤٣.
(٣) الشريف النسابة، بدر الدين، وحسام الدين، حسنُ بنُ محمَّدِ بنِ أيوبَ بن محمَّد، أبو محمَّد، النسابة، الحسيني القاهري، توفي سنة ٨٦٦ هـ.
"الضوء اللامع" ٣/ ١٢١.
(٤) أي لزيارة قبر عبد الله بن عباس بالطائف.