للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخمَدتْ نارُ فارسَ ولم تخمدْ قبلُ بألفِ عام، وغاضتْ بُحيرةُ سَاوةَ (١).

وأرضعتْهُ ثُويبةُ (٢) -التي أعتقها عمُّه أبو لهب حين بشَّرته به- قليلًا، وكانت تقولُ: ما رأيتُه يبكي جوعًا ولا عطشًا قطُّ، بل كان يغدو إذا أصبح، فيشربُ من ماءِ زمزم لثَربةً، وربَّما عرضنا عليه الغذاء، فيقول: أنا شبعان.

ثمَّ حَليمةُ ابنةُ أبي ذُؤيبٍ السَّعدية، وحملته معها لبني سعدِ بنِ بكرٍ رهطِها، ورأتْ من يُمنِه وبركتِه، وإنصافِه وصِلَتِه، ذهابًا وإيابًا وإقامة، منامًا ويقظة، ما انتشر، ثمَّ رجعت به إلى أمِّه بعد شقِّ جبريلَ عليه السَّلامُ صدرَه الشّريف، ومَلْئه حكمة وإيمانًا وهوابنُ خمسٍ فأزيدُ تخوُّفًا عليه (٣)، فدام معها في كفالة جدِّه (٤) ولم يلبث أن ماتت في رجوعها وهو معها من المدينة إذ خرجت به وهو ابنُ ستِّ سنين (٥)، وكانت معهما أمُّ


(١) أخرجه الخرائطي في "هواتف الجان". كما في "البداية والنهاية" (٢/ ٢٦٨، ٢٧١)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (١/ ١٢٦).
قال الذهبيُّ: هذا حديث منكر غريبٌ. "السيرة" ص: ١١، ١٤. وقال الحافظ ابن كثير: أمَّا هذا الحديث فلا أصل له في شيء من كتب الإسلام المعهودة، ولم أره بإسناد أصلًا.
(٢) إرضاع ثويبة لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ثابت بلفظ: "أرضعتني وأبا سلمة ثُويبةُ" أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} (١٥٠١)، ومسلم في كتاب الرضاع، باب: تحريم الربيبة وأخت المرأة ٢/ ١٠٧٢ (١٥) من حديث أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان.
(٣) تقدَّم تخريجه قريبًا، وهو تكملة حديث "خف حمله … " الخ.
(٤) ضعيف. أخرجه ابن سعد ١/ ١١٧، ١١٨ من طريق الواقدي، وهو متروك، وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٣١٤ من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن أبيه به نحوه.
(٥) (حسن لغيره). أخرجه عبد الرزاق ٥/ ٣١٨ عن الزُّهري مرسلًا، وكذا ابن هشام في "السيرة" ١/ ١٥٥ عن ابن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث، ورجاله ثقاتٌ إلا أنه مرسلٌ.