للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيمنَ برَكَةُ الحبشيةُ (١) مولاته - صلى الله عليه وسلم - (٢)، التي ورِثها من أبيه، وهي دايته (٣) وحاضنته معها ثمَّ بعد موتها (٤) فحملته لجدِّه فكفَلَه حتى ماتَ ودُفن بالحجُون (٥)، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابنُ ثمان سنين (٦)، وفي غُضونِ كَفالته له أبطأ عليه مرَّةً فجزعَ عليه، وارتجز وهو طائفٌ بالبيتِ المعظَّم بقوله:

يا ربِّ رُدَّ راكبي محمَّدا … رُدَّهُ ربِّ واصطنعْ عندي يدا (٧)

فلم يلبثْ أن جاء فاعتنقه، وقال: يا بنيَّ لقد جزعتُ عليك جزعًا لم أجزعه على شيء قطُّ، واللّه لا بعثتُكَ في حاجةٍ أبدًا (٨).

فكفَله بعد موتِ جدِّه بوصيةٍ منه ابنه أبو طالبٍ، وهو شقيقُ عبد اللّه، فكان أيضًا يحبُّه حبًّا شديدًا لا يحبُّ مثلَه أحدًا مِن ولدهِ، بحيث لا ينام إلا إلى جانبه، وكانَ يجلسُ على وسادتِه المختصَّة به، ويتَّكئُ بل ويستلقي عليها، ويقال له، فيُسَرُّ ويقولُ:


(١) "الاستيعاب" ٤/ ٢٥٠، و "أسد الغابة" ٧/ ٣٠٣، و "زاد المعاد" ١/ ٨٣.
(٢) "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ٦/ ٣٤٦٩، و "الإصابة" ٤/ ٤٣٢.
(٣) "زاد المعاد" ١/ ٨٣.
(٤) حضانة أمِّ أيمن رضي اللّه عنها (حسنة مشهورة)، أخرجها ابن سعد ١/ ١١٦، وتناقلها العلماء كالدمياطي في "السيرة" ص: ٣٧، وابن حجر في "الإصابة" ٤/ ٤٣٢.
(٥) حديث (حسن). أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة "١/ ٣١٥.
(٦) (صحيح لغيره). أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٢٢ بسند ضعيف، والأزرقي في "أخبار مكة" ١/ ٣١٥ بسند حسن.
(٧) البيت في "دلائل النبوة" للبيهقي ٢/ ٢٠، ٢١ مع اختلافٍ يسير.
(٨) (صحيح لغيره). أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٦/ ٧٨، والحاكم ٢/ ٦٠٤، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذَّهبيُّ.