للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خديجةَ، فعلَّمها ذلك، وصلَّى بها (١)، وكان الفرضُ إذ ذاك ركعتين بالغَداة، وركعتين بالعشي، إلى أن كانت ليلةُ المعراج (٢).

وأقام - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد البَعثة ثلاث سنين يدعو اللّه مُستخفيًا، فكان المسلمون يجتمعون بدار الأرقم (٣) أو بالشِّعاب للصِّلاة (٤).

ثمَّ نزل عليه في السنة الرابعة (٥) {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (٦)، وقوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (٧) فأعلنَ حينئذٍ الدُّعاءَ لأهلِ الإسلام (٨) وكفَّارُ قريشٍ غيرُ منكرين لما يقول، بحيث كان إذا مرَّ بهم في مجالسهم يشيرون إليه: إنَّ غلام بني عبد المطَّلب ليُكَلَّمُ مِن السَّماء، إلى أَنْ عابَ آلهتهم، وذكر آباءهم، الذين ماتوا على الكفر، فانتصبوا لعداوته وعداوة مَنْ آمن به، يُعذِّبون مَنْ لا مَنعَة عنده أشدَّ العذاب، ويُؤذون


(١) في "سيرة ابن إسحاق" ص: ١١٧ من قوله، وابن هشام عنه ١/ ٢٢٧ بلفظ: قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم.
(٢) "سيرة ابن إسحاق" ص ١١٧، وأصله مخرَّج في صحيح البخاري في كتاب الصلاة باب: كيف فرضت الصلاة في الإسراء (٣٥٠)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب: صلاة المسافرين وقصرها ١/ ٤٧٨ (١) كلاهما عن عائشة قالت: فرض اللّه الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر.
(٣) "زاد المعاد" ١/ ٨٦. وتسمى بدار الخيزران، وكانت قريبة من الصفا. "الزهور المقتطفة" ص: ١٥، و "المعالم الأثيرة" ص: ١١٥.
(٤) شِعاب مكة. "عيون الأثر" ١/ ٩٣.
(٥) قاله العتقي. "سبل الهدى" ٢/ ٤٣٦، و "الإشارة إلى سيرة المصطفى" ص: ١١٢.
(٦) سورة الحجر: ٩٤، وانظر "سيرة ابن هشام" ١/ ٢٣٧، و "الدرر" ص: ١١.
(٧) سورة الشعراء: ٢١٤.
(٨) إعلان النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعوة أخرجه البخاري في التفسير باب: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (٣٥٥).