للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَنْ لا يقدرون على عذابه (١)، وآمن به -مع مَنْ قدَّمناهما- عليّ، وزيدُ بنُ حارثة، وأبو بكر ثمَّ بدعائِه (٢) عثمانُ، والزُّبير، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وطلحةُ بنُ عبيد الله.

واشتدَّ الأمرُ، وتنابذ القوم، ونادى بعضهم بعضًا، وتآمرتْ قريشٌ على مَنْ أسلم منهم يُعذِّبونهم، ويفتنونهم عن دينهم.

وحَدَبَ (٣) عليه عمُّه أبو طالب، ومنعَ اللّهُ عن رسوله به وببني هاشم -غيرَ أبي لهب- وبني المطلب، وكذَّبه مَنْ عداهم، وآذوه ورمَوْه بالسِّحر، والشِّعر، والكَهانة، والجنون (٤)، وأغروا به سفهاءَهم، حتى إنَّ شقيًا منهم أخذَ يومًا بجمعِ ردائِه، فقام أبو بكر دونه -وهو يبكي- ويقول: أتقتلون رجلًا أن يقولَ ربي اللّه (٥)؟.

إلى أَنْ أسلمَ في سنةِ ستٍّ عمُّه حمزةُ (٦) أعزُّ فتىً في قريش، وأشدُّه شكيمة (٧)، فعزَّ به رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وكفَّتْ عنه قريشٌ قليلا (٨)، بل وكذا تأيَّدَ الإسلامُ بإسلامِ عمرَ بنِ


(١) "عيون الأثر" ١/ ٩٣.
(٢) أي: بدعاء أبي بكر - رضي الله عنه - كما ذكره ابن هشام بلاغًا. "سيرة ابن هشام" ١/ ٢٣٢.
(٣) أي: عَطَفَ. "القاموس": حدب.
(٤) "سيرة ابن هشام" ١/ ٢٣٨ نقلًا عن ابن إسحاق.
(٥) المراد بالشقيِّ: عُقبة بن أبي مُعيط، والحديث أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنتُ متخذًا خليلًا" (٣٦٧٨).
(٦) أخرجه ابن سعد ٣/ ٩ من طريق الواقدي، وهو متروك، كما في "التقريب" ص: ٨٨٢.
(٧) الشَكِيمَةُ: الأَنَفَةُ، والانتصار من الظلم. "القاموس": شكم.
(٨) قصة إسلام حمزة - رضي الله عنه -، أخرجها ابن إسحاق، ص: ١٩١، والطبراني في "المعجم الكبير" ٣/ ١٤٠ (٢٩٢٦) مرسلًا، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. "مجمع الزوائد" ٩/ ٢٦٧.