(٢) التوسُّلُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطلب الدُّعاء منه في حياته مشروعٌ، بل نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الإجماعَ من الصَّحابة على جوازه، ودليلُه قولُ عمر -رضي الله عنه-: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا إذا أجدبنا توسَّلنا إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا. قال ابن تيمية: أي. بدعائه وشفاعته. "قاعدة جليلة" ص: ٨١. أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء، باب: سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا (١٠١٠). وأمَّا بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنْ كان المرادُ بالتوسُّل جعلَه -صلى الله عليه وسلم- وسيلةً بيننا وبين الله جلَّ جلاله بمحبَّته، واتباعه، وطاعته، ونصرته، وسؤال الله أن يشفعه فينا فهذا من أعظم أنواع التَّوسُّل إلى الله، وأمَّا إن كان المراد بالتوسُّل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-: التوسُّل بألفاظ لم ترد؛ كالتوسُّل بجاهه، أو بأعمال مخالفة كالتوسل بالتمسُّح بقبره فهذا على خلاف اعتقاد خير القرون رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين.