للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجميعُ أساطينِ المسجدِ النَّبويِّ التي عيَّنَّاها وغيرها: لها فضلٌ، لما ثبتَ من أنَّ كبار الصَّحابةِ رضي الله عنهم كانوا يبتدرون إليها عندَ المغربِ (١)، فتستحبُّ الصَّلاةُ عندها. كلُّ هذا بعدَ صلاةِ تحيَّة المسجدِ الشَّريفِ بالمحرابِ النَّبويِّ، أو غيرِه (٢).

ثمَّ يعمِدُ إلى القصدِ الأعظم، فيقفُ مُقابلَ وجهِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

والذي تحرَّرَ الآن ممَّا يُوصل لذلك: هو أنْ يقفَ عند الصَّرعة الثَّانية (٣) من باب المقصورة القِبلي، الذي عن يمين مُستقبلِ القبرِ الشَّريف، فمَنْ حاذاها كان محاذيًا لذلك، ثمَّ يمشي لجهةِ يمينه يسيرًا نحو ذراعٍ للسَّلامِ على صاحبِه وخليفتِه وأفضلِ الأمَّةِ من بعدِه أبي بكر الصدِّيق، ثمَّ كذلك للسَّلام على صاحبهما أميرِ المؤمنين عمر (٤)، ثمَّ يمشي إلى آخرِ الصَّفحةِ الأخرى عند البابِ الذي يُدخلُ منه لِوَقيدِ الحُجرة بالقربِ من بابِ جبريلَ، للسَّلام على السَّيِّدة فاطمةَ الزَّهراءِ أمِّ الحسنين، وابنةِ سيِّد الأوَّلينَ والآخرين، لما قيل: إنَّ قبرها بالحُجرة الشَّريفة قبل القبورِ المعظَّمةِ ممَّا يلي الشَّامَ، وهو بيتُها (٥) ممَّا قال العزُّ ابنُ جماعةَ: إنه أظهر الأقوال (٦). وإنْ مشيتَ في


(١) أخرجه البخاريُّ في كتاب الصلاة، باب: الصلاة إلى الأسطوانة (٥٠٣) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٢) كلامُ المصنِّف يوهم أنَّ ثمَّت محرابا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس الأمرُ كذلك، فالمحرابُ محُدَث، وانظر رسالة السيوطي "إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب".
(٣) الصَّرعة: طرفُ الباب، والمِصْراع، والمِصْراعان: بابا البيتِ منصوبان ينضمان جميعا مدخلُهما في الوسط. "لسان العرب": صرع.
(٤) "المنسك" للنووي ص: ٤٩٤ - ٤٩٧، و "شرح الشفا" ٢/ ١٤٩.
(٥) أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" ١/ ١٠٦ بسند ضعيف.
(٦) نقله عنه السمهودي في "وفاء الوفا" ٣/ ٢٨٨، وهذا الذي استظهره العزُّ ابن جماعة مرجوحٌ كما تقدَّم.