للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عشرين خادمًا مُعيَّنين، ثمَّ من بعدهم على خُدَّام الحرم النَّبويِّ.

ثمَّ أوقفَ عليهم الصَّالحُ ابنُ النَّاصرِ محمَّدِ بنِ قلاوون (١) وقفًا آخر، فلهم منذ تقرَّروا في الحرم بالجامكية (٢) نحو مئتي سنة، يعني من تاريخه، انتهى.

ومن وظائفِهم: حفظُ المسجد نهارًا، ومباشرةُ قفلِ أبوابه، والمبيتُ فيه لحراسته، ممَّا هو الأصليُّ في ابتكارهم، وتنزيلُ القناديل، وتعليقُها للتَّعمير والوقود، وغسلُها أو مسحُها، وإسراجُ ما يوقد منها سَحَرًا، والدَّورانُ بعد صلاة العشاء بالقناديل (٣)، لتفقُّد مَن يُخشى مِن مبيته، ويرجعون عليه بالمنع، ولا يبيتُ فيه إلا الفرَّاش لِطَفْيِ القناديل، وفتحِ الأبواب، والمؤذِّنون، وكنسُ المسجدِ والرَّوضةِ، والحُجرةِ كلَّ جمعة، وعلوّه خاصَّةً، مع مسح الجُدر كلَّ سنة، وفرشُ بساط أمير المدينة. ولبخورِ المسجد أيامَ الجُمع خادمٌ يخصُّه نيابة عن صاحب الوظيفة مالكي مكَّة بمَّا هو مستمر، وكذا للبخور عقبَ طفي القناديل، صونًا لتلك الرَّائحة، لكنها مهجورة.

والمباشرون لما يدخلُ المسجدَ من مالٍ، وقناديلَ وزيتٍ، وشمعٍ، وآلاتٍ، وغيرها: أربعة.

وبه من الدُّروسِ لمختصٍّ الأشرفيِّ، والمعروف بالنقَّاش حديثٌ، وليلبغا الناصريِّ (٤)،


(١) وقد صنَّف ابنُ القيسراني كتابًا عنه سمّاه: "النور اللائح والدر الصادح في اصطفاء الملك الصالح ".
(٢) كلمة فارسية معناها الراتب أو المعاش. "موسوعة حلب" ٣/ ٢٢.
(٣) في الأصل كلمة القناديل مطموسة.
(٤) يلبغا الناصري، نسبة لجالبه الظاهري برقوق الأتابكي، أصله من أعيان خاصكية، توفي سنة ٨١٧ هـ، وكان من خيار الأمراء. "الضوء اللامع" ١٠/ ٢٦٥.