للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صارَ يُصلِّي بعدَه عبدُ الرَّحمنِ بنِ سعدٍ القَرَظِ، إلى أنْ عادَ الحارثُ إلى المدينة.

ثُمَّ عزلَه ابنُ الزُّبيرِ بجابرِ بنِ الأسودِ بنِ عوفٍ الزُّهريِّ، ثُمَّ سنةَ سبعين بطلحةَ بنِ عبدِ الله بنِ عوفٍ الزُّهريِّ، المعروفِ - لجُودِه - بطلحةَ النَّدى، فلم يزلْ حتَّى أخرجَه طاَرقُ بنُ عَمرو حينَ قدِمَها في سنةِ اثنتين وسبعين، واستقرَّ ثعلبةُ -رجلٌ مِن أهلِ الشَّام (١) - فكانَ يأكلُ وهو على منبرِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - التَّمرَ وغيرَه، ليَغيظَ أهلَ المدينةِ، معَ شِدَّتِه على أهلِ الرِّيبةِ.

وكذا ولَّى عبدُ الملكِ المدينةَ في سنةِ اثنتين وسبعين طارقَ بنَ عمرو مولى عثمان المذكور خمسة أشهر.

وكان قاضيَها أيَّامهُ عبدُ الله بنُ قيسِ بنِ مَخْرمةَ، بل كان قاضيَها في حياةِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ، واستخلفَهَ الحجَّاجُ، إذ ولي العراقين على المدينة.

وولَّى عبدُ الملكِ أيضًا أبانَ بنَ عثمانَ بنَ عفَّان (٢) سبعَ سنين فأزيدَ.

وممَّن وَلِيَ المدينةَ لابنِ الزُّبير، -المقيمِ في الخلافةِ تسعَ سنين، لم يتركِ الحجَّ في واحدةٍ منها، أوَّلها: سنة أربعٍ وستين- الحارثُ بنُ حاطبٍ، المشار إليه، وكان الحارثُ هذا: يلي لمروانَ المساعيَ بالمدينة، ودامَ إلى أيام ابنِه عبدِ الملكِ، بل استعملَ عبدُ الملك الحَجَّاجَ على مكَّةَ والمدينةِ (٣)، فلمَّا قُتِلَ ابنُ الزُّبير دخلَ مكَّةَ، فبايعَه أهلُها لعبدِ الملكِ، وسارَ إلى المدينة، فأقامَ بها شهرًا أوشهرين، وتجرَّأ فيها على الصَّحابة،


(١) لم أقف عليه.
(٢) سنة ٧٦ هـ. "الكامل" ٤/ ٥٤.
(٣) "العبر" ١/ ٨٤.