للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّاعرِ (١) تحاملًا شديدًا، فسارَ إلى الوليد يشكوه، وأنشدَ قصيدةً يمتدحُهُ بها، من جملتها:

لا ترثينَّ لحَزميٍّ ظفِرتَ به … يومًا، ولو أُلقيَ الحَزميُّ في النَّارِ

النَّاخسينَ بمروانَ بذي خُشُبٍ … والدَّاخلين على عثمانَ في الدَّارِ

فقال له الوليدُ: صدقتَ، والله لقد أغفلنا حَزمًا وآلَ حزم (٢).

ثمَّ كتبَ بولايةِ عثمانَ بنِ حيَّان المُرِّيِّ، وبعزلِ عمرَ (٣)، واستصفاءِ أموالهِم، وإسقاطِهم جميعًا من الدِّيوانِ.

واستعملَ ابنُ عمِّهما عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ [بنِ] (٤) مروانَ بنِ الحكمِ عليها خالدَ ابنَ أبي الصَّلتِ (٥)، وعلى القضاءِ أبا طُوالةَ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ العزيزِ بنِ مَعمرِ بنِ حَزمٍ، بل كانَ أبو طُوالةَ خليفةً لابنِ عمِّه أبي بكرِ بنِ محمَّدِ بنِ عمرو بنِ حَزمٍ في القضاء، وولي قضاءَ المدينةِ لعمرَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جاريةَ.


(١) عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ، لقِّبَ بالأحوصِ لضيقٍ في مؤخرة عينيه، شاعرٌ هجَّاءٌ، معاصرٌ لَجريرٍ والفرزدق، وهو من سكَّان المدينة، توفي سنة ١٠٥ هـ بدمشق. " الشعر والشعراء " ص: ٢٦٢، و "سير أعلام النبلاء " ٤/ ٥٩٣.
(٢) أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" ٤/ ١٢٧٩، وهما في "تاريخ الطبري" ٨/ ٨٥.
وذو خُشُب: وادٍ يبعد عن المدينة ٣٥ كلم. "المغانم المطابة" ٢/ ٧٧٨، و "المعالم الأثيرة"، ص: ١٠٨.
(٣) في الأصل/ ١٩/ ب: [ابن عمر]، وهو خطأ.
(٤) ما بين المعكوفين ساقط من الأصل.
(٥) هذا خطأ، وإنَّما كانَ أميرَ المدينة -في عهد عمر بن عبد العزيز- أبو بكر بنُ محمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ حزمٍ. "الكامل" ٤/ ١٥٤.