للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحجَّ المنصورُ بالنَّاسِ سنةَ ستٍّ وثلاثين قبلَ خلافتهِ (١)، ثمَّ كثيرًا مِن سِنيِّها سنةَ أربعين ومئةٍ، ثمَّ أربعٍ وأربعين، ثمَّ سبعٍ وأربعين، ثمَّ اثنتين وخمسين، ثمَّ رامَهُ سنةَ ثمان وخمسين فحالت المنيةُ دونَه، وهو ببئرِ مَيمونٍ (٢) ظاهرَ مكَّةَ.

وكذا حجَّ المهديُّ بالنَّاسِ سنةَ ستين، ثمَّ سنةَ أربعٍ وستين (٣).

وأنفقَ في الأولى بالحرمينِ -فيما قيل- ثلاثين ألفَ درهم، وثلاثَ مئةِ ألف دينارٍ، ومئتي ألفِ درهمٍ، ومئةً وخمسين ألفَ ثوبٍ.

وحجَّ ابنُه الرَّشيدُ بالنَّاسِ تسعَ حِججٍ متفرِّقةً: سنةَ سبعين ومئةٍ، وثلاثٍ وسبعين (٤)، واثنيتن بعدَها، ثمَّ سبعٍ وسبعين، وتسعٍ وسبعين، ثمَّ إحدى وست وثمان (٥)، ثلاثتها -بعد الثَّمانين- وفرَّقَ في بعضِها بالحرمين أموالًا جمَّة (٦)، وهو آخرُ خليفةٍ حجَّ من العراق.

وممَّن ولي قضاءَ المدينة -سوى مَن ذُكر- رباحُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي سفيانَ بنِ حويطبٍ القُرشيُّ، العامريُّ، التَّابعيُّ، وإبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قُريمٍ الأنصاريُّ،


(١) وذلك أنَّ السفَّاح مات سنة ١٣٦ بعد الحج، فعلم بذلك أبو جعفر المنصور وهو في طريقه راجع من الحج. "البداية والنهاية" ١٠/ ٤٧٧.
(٢) في الأصل: ميمونة، والصواب ما أثبتناه، وهي بئرٌ بمكَّة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي. "معجم البلدان" ١/ ٣٠٢.
(٣) الرَّاجحُ أنَّ المهدي لم يحجَّ في هذه السَّنة، وإنما رجع من الطَّريق بسبب المرض، وإنما سيَّر أخاه صالحا ليحجَّ بالناس. انظر "تاريخ خليفة" ص: ٤٣٨، و " تاريخ الطبري " ٨/ ١٥٠ - ١٥١.
(٤) الصحيح أنه حج سنة ١٧٤ هـ. "الكامل" ٥/ ٨٨.
(٥) "الكامل" ٥/ ١١٢.
(٦) "تاريخ الطبري" ٨/ ٢٧٥، ٣١٣، و "الكامل" ٥/ ٣٢٥، ٣٣٧.