للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التمسَ منه (١) من النَّوازلِ التي أَعلَّتْ (٢)، بل يجالسُ الفقراءَ ويُؤاكلهم (٣)، ويؤانسُ الغرباءَ وبالجميلِ يُعاملهم (٤)، يتفقَّدُ مَنْ غابَ مِن أصحابه (٥)، ويتَردَّدُ إليهم بالعيادة حتى لمَنْ لم يكنْ من أتباعِه وأحبابه؛ للتَّرجي لهدايته، والتَّوخِّي للاقتداءِ به (٦).

في مزيدِ تواضعِه مع سيادته: يَخْصِفُ (٧) لتواضعِه النَّعل (٨)، ويُنْصِفُ من نفسه


(١) حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- وفيه قال القوم: لقد علمتَ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يردُّ سائلاً. أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب ذكر النسَّاج (٢٠٩٣).
(٢) أعلَّتْ: أمرضتْ. "القاموس": علل.
(٣) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: دخلتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجد لبنًا في قدَحٍ، فقال: "يا أبا هرٍّ، ألحق أهل الصُّفَّة فادعهم إليَّ … " الحديثَ. أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان، باب: إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن (٦٢٤٦).
(٤) عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن شبَبَة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمَّن تركنا؟ فأخبرناه، فقال "ارجعوا إلى أهليكم" الحديث. أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم (٦٠٠٨).
(٥) عن أنس بن مالك -صلى الله عليه وسلم- قال: جلس ثابت بن قيس في بيته، واحتبس عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- فسأل النَّبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ فقال: "يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ " الحديثَ. أخرجه البخاريُّ في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (٣٦١٣)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب: مخافة المؤمن أن يحبط عمله ١/ ١١٠ (١٨٧).
(٦) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فمرض، فأتاه رسول الله يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم .. ". الحديث. أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه (١٣٥٦).
(٧) يخصِف: يخرِز. "القاموس": خصف.
(٨) عن عروة قال: قيل لعائشة رضي الله عنها ما كان النبيُّ -صلى الله عليه السلام- يصنع في بيته؟ قالت: كما يصنعُ أحدُكم يخصِفُ نعلَه، ويرقعُ ثوبه. صحيح، أخرجه أحمد ٦/ ١٦٧.