للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للرَّغبة في أوفرِ العدل (١)، ويَرقعُ الثَّوبَ ويَخِيطُه، ونعليه، ويرفعُ معه على دابَّته المملوك (٢)، ويلاطفُ الصغير (٣)، بل والسَّفيهَ بحيث يُلينُ الخطابَ لمن يصفُه بقوله: "بِئسَ أخو العَشيرة" (٤)، ويتحمَّلُ ما يتعلَّقُ بخاصَّةِ نفسِه؛ إلا أَنْ تُنتهكَ حُرُماتُ الله الصَّغيرةُ فضلاً عن الكبيرة (٥).

ولا يطوي عن أحدٍ بِشرَه (٦)، بل يُداعبُ ويمزحُ من غير انتهاءٍ لما يُكره (٧).


(١) عن أُسيد بن حضير -رضي الله عنه- قال: بينما هو يحدَّث القوم يُضحكهم طعنَه النبيُّ -صلى الله عليه السلام- في خاصرته بعود، فقال: أصبرني، فقال: "اصطبر" قال: إنَّ عليك قميصًا، وليس عليَّ قميصٌ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قميصه، فاحتضنه وأخذ يقبِّل كشحَه. الحديث. أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب: في قبلة الجسد (٥٢٢٤) وهو حديث صحيح.
(٢) بمعناه حديثُ البخاري في كتاب اللباس، باب: الثلاثة على الدابة (٥٩٦٥) عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- قال: لما قدِم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكَّة استقبله أُغيلمةُ بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه والآخر خلفه؛ لكنَّهم لم يكونوا عبيدا.
(٣) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليخالطنا حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: "يا أبا عُمير ما فعل النُّغير" أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب: الانبساط إلى الناس (٦١٢٩)، ومسلم في كتاب الأدب، باب: استحباب تحنيك المولود عند ولادته ٣/ ١٦٩٢ (٣٠).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: ما يجوز من اغتياب أهل الفساد (٦٠٥٤)، ومسلم في كتاب البر والصلة، باب: مداراة من يُتَّقى فحشه ٤/ ٢٠٠٢ (٧٣) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٥) عن عائشة رضي الله عنها قالت: وما انتقمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه في شيءٍ قطُّ إلا أن ينتهكُ حرمة الله فينتقم بها لله. أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب: قوله يسِّروا ولا تعسروا (٦١٢٦).
(٦) عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِل بوجهِه وحديثِه على أشرِّ القوم يتألَّفُهم بذلك، فكان يُقبل بوجهِه وحديثه عليَّ، حتى ظننتُ أني خير القوم. الحديث حسن، أخرجه الترمذي في "الشمائل" ص: ٥٧٣.
(٧) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالوا يا رسولَ الله، إنك تُداعبنا قال: "نعم، غير أني لا أقول إلا حقًّا". صحيح. أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة، باب: ما جاء في المزاح (١٩٩٠).