للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والاستشفاءُ بترابِها (١)، وثمرتِها (٢)، وما قارب مئةً ممَّا لا حصرَ له فيه.

ولا شكَّ في أنَّ الفضائل الخاصَّة: لا تخدش (٣) في الأمور العامَّة على تقدير وجودها في الجهتين.

وبالجملةِ؛ فرأيي الوقفُ لاسترسال الخوضِ في عدمِه، لمِا لا يليقُ بجلالتهما، كما علمته من مقامة الزَّرندي (٤) في المفاضلة (٥).

وهما اتفاقًا أفضلُ من سائر البلاد، ويليهما بيتُ المقدس (٦).

وما أحسنَ ما قاله صاحب "الشِّفاء" (٧) -بعد أنْ حكى: بعضهم حجَّ ماشيًا. فقيل له. في ذلك، فقال: العبدُ الآبقُ يأتي إلى بيت مولاه راكبًا، لو قدرتُ أنْ أمشيَ على رأسي


(١) عن عائشة رضي الله عنها فالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى الإنسانُ الشَّيءَ منه قال بأصبعه هكذا، ثمَّ رفعها "بسمِ الله، تربةُ أرضنِا، برِيقَةِ بعضنِا؛ ليشفى به سقيمُنا بإذنِ ربِّنا". أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب: رقية النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٥٧٤٥)، ومسلم في كتاب الطب، باب: استحباب الرُّقية من العين ٤/ ١١٢٤ (٥٤) واللفظ له.
(٢) عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "في عجوةِ العاليةِ شفاءٌ". أخرجه مسلم في كتاب الأشربة، باب: فضل تمر المدينة ٣/ ١٦١٨ (١٥٦).
(٣) أصل الخدْشُ: التمزيق. "القاموس": خدش.
(٤) نورُ الدِّين، عليُّ بنُ محمَّدٍ، تأتي ترجمته.
(٥) واسم كتابه: "المرور بين العلَمين في مفاخرة الحرمين"، مطبوع بتحقيق د. محمد العيد الخطراوي.
(٦) عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تُشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصى، ومسجدي هذا". أخرجه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب: مسجد بيت المقدس (١١٩٧)، ومسلم في كتاب الحج، باب: سفر المرأة مع مَحرم إلى حج وغيره ٢/ ٩٧٥ (٤١٥).
(٧) انظر "شرح الشفا" ٢/ ١٠١ - ١٠٤.