للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما مشيتُ على قدمي- ما نصُّه: وجديرٌ لمَواطنَ عَمرَتْ بالوحي والتَّنزيل، وتردَّد بها جبريلُ وميكائيل، وعرجتْ منها الملائكةُ والرُّوح، وضجَّت عَرْصتُها بالتَّقديس والتَّسبيح، واشتملتْ تربتُها على جسدِ سيِّد البَشَر، وانتشرَ عنها مِن دينِ الله وسنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم- ما انتشَر، مدارسُ آيات، ومساجدُ صلوات، ومشاهدُ الفضائلِ والخيرات، ومعاهدُ البراهين والمعجزات، ومناسكُ الدِّين، ومشاعرُ المسلمين، ومواقفُ سيِّد المرسلين، ومُتبوَّأ خاتمِ النَّبيِّين، حيثُ انفجرت النّبوَّة، وفاضَ عُبابُها، ومواطنُ مهبِط الرِّسالة، وأوَّلُ أرضٍ مسَّ جلدَ المصطفى ترابُها أنْ تُعظَّمَ عرصاتُها (١)، وتُتنسَّمَ نَفَحاتُها (٢)، وتُقبَّل ربوعُها (٣)، وجدرانُها (٤).

يا دارَ خَيرِ المرسلينَ ومَنْ بهِ … هُدِيَ الأنامُ وخُصَّ بالآياتِ

عِندي لأجلِكِ لَوعة وصَبابةٌ … وتشوُّق متوقِّدُ الجَمراتِ (٥)

وعليَّ عهدٌ لئنْ ملأتُ محَاجِري … مِن تِلكمُ الجُدراتِ والعَرَصاتِ (٦)


(١) العَرَصَات جمعُ عَرْصة، وهي كلُّ بقعةٍ بين الدُّور واسعةٍ ليس فيها بناء. "القاموس": عرص.
(٢) النَّفحَات جمعُ نفَحة، وهي الدُّفعة من الرِّيح وهبوبها. "القاموس": نفح.
(٣) الرُّبوع جمعُ الرَّبع، وهي الدَّارُ بعينها حيث كانت. "القاموس": ربع.
(٤) تقبيلُ الرِّباع والجدران والحيطان ممَّا لا دليل عليه في الشرع المصفَّى المطهَّر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" ٣/ ٢٧٤: اتَّفق العلماء على أنه لا يشرع تقبيلُ شيءٍ من الأحجار، ولا استلامه إلا الركنان اليمانيان، حتى مقامُ إبراهيمَ الذي بمكة لا يُقبَّل ولا يُتمسَّح به، فكيف بما سواه من المقامات والمشاهد.
(٥) الصَّبابةُ: الشَّوقُ أو رِقَّتُه. "القاموس": سبب.
(٦) محَاجري: جمعُ المَحْجِر: هي ما دار في العين. "القاموس": حَجَر.