للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكم للنُّور محمودٍ الشهيد، مآثرُ لما منحه الله به من التَّسديد والتَّمهيد.

وللمُعظَّم عيسى بنُ العادل صاحب دمشق (١)، من الصَّدقة والبرِّ لأهل الحرمين، ما شارك به أولي السَّبْق.

ثمَّ الظاهرُ بيبرس الصالحيُّ، فأحسن وأتقن (٢).

والمجاهدُ ابنُ العادل كتبُغا المنصوري (٣)، وجماعةٌ من الأمراء وخوند (٤)، ممَّن حصلَ بهم لأهلِ الحرمين الرِّفقُ الكثيرُ الصُّوري، وسلّاَر نائبُ السَّلطنة الظَّاهرية (٥)، فتصدَّقَ بالحرمين بصدقاتٍ وافرة، ثمَّ أرغون الدَّوَادار (٦)، فكان بذلُه في الحرمين عظيمَ القدار، وعملَ النَّاصر محمدُ ابن قلاوون (٧)، حين حجَّ -من الإحسان لهما ما ليس يهون، ولم


(١) هو الملك المعظَّمَّ عيسى ابن العادل أبي بكر الأيوبي، تولى ملك دمشق والشام بعد وفاة والده سنة ٦١٥ هـ، كان شجاعًا عالمًا فاضلًا، صحيح العقيدة، يحبُّ العلماء ويكرمهم توفي سنة ٦٢٤ هـ. "البداية والنهاية" ١٣/ ١٢١.
(٢) تأتي ترجمته في حرف الباء.
(٣) الملك المجاهد أنس ابن الملك العادل زين الدين كتبغا، كان ماهرًا بالفروسية، والرمي بالنشَّاب، حج فأكرم أهل الحرمين، ت: ٧٢٣ هـ. "انظر البداية والنهاية" ١٣/ ٣٤٠، و "الدرر الكامنة" ١/ ٤١٧.
(٤) خوند: السيد والأمير، كلمة فارسية، وتطلق على زوجة الأمير أو السلطان. "موسوعة حلب" ٣/ ٣٧٠.
(٥) ستأتي ترجمته في حرف السين.
(٦) الأمير أرغون بن عبد الله الداوادر السلحدار الناصريُّ، نائب السلطنة بالديار المصرية للملك محمد بن قلاوون، كان فصيحا حليما، له عناية بحمع الكتب، توفي سنة ٧٣١ هـ، بحلب، "الدرر الكامنة" ١/ ٣٥١. والدوادار: ممسك الدواة، والوظيفة هي الدوادارية، ويقوم صاحبها بتبليغ الرسائل عن السلطان، وتقديم القصص إليه. "صبح الأعشى" ٤/ ١٩.
(٧) تأتي ترجمته في حرف الميم.