للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يزل الرَّكبُ العراقيُّ وغيرُه من العجَم والهنود، يبذلون الذَّهبَ الكثير في الحرمين المعدِن (١) للسُّعود.

ولا تلتحقُ الزِّياداتُ بالأصل في المضاعفة، على ما جزم به النَّوويُّ (٢)، غير متفرِّد به (٣).

ولكن نُقل عن مالكٍ التَّعميم (٤)، وأنَّ الله تعالى أطلعه -في جملة ما أخبر به من المغيبات- بما زيد، بحيث كانت الإشارةُ إليه بقوله: "في مسجدي هذا". سِيَّما وتَوجُّهُ الخلفاء الرَّاشدين بحضرة الصَّحابة رضي الله عنهم لها بدون إنكارٍ مُشعرٌ به، إذ لا يُظنُّ بهم تفويتُ الأمَّة للثَّواب (٥).

على أنَّ النَّوويَّ رحمه الله سلَّم المضاعفة فيما زيد في مسجد مكة (٦)، فلتكن في المسجد النَّبويِّ أحرى (٧)، ولا يَخدِش فيه ضَعفُ الوارد في إلحاق الزَّائد به (٨)، بل قد يعتضدُ به، والفضلُ عظيم. وذَرعُ عرضِ جميعِ المسجدِ، من مقدَّمِه ومؤخَّرِه


(١) المعدِن: منبت الجواهر من ذهب ونحوه. "القاموس": عدن.
(٢) "شرح صحيح مسلم" ٩/ ١٦٦، و "المنسك" له، ص: ٥١٥ - ٥١٧.
(٣) نقله ابنُ الجوزي عن ابن عقيل الحنبلي، واستحسنه الخطيب ابن حملة. "وفاء الوفا "٢/ ٧٠.
(٤) "مواهب الجليل شرح مختصر خليل" ٣/ ٣٤٥.
(٥) "تحقيق النصرة" ص: ٥٦، و "مواهب الجليل" ٣/ ٣٤٥.
(٦) "المجموع" ٧/ ٤٦٦.
(٧) "وفاء الوفا" ٢/ ٧٢.
(٨) عن أبي هريرة مرفوعًا: "لو بُني هذا المسجدُ إلى صنعاءَ كان مسجدي"، قال المؤلف في "المقاصد الحسنة" ص: ٢٦٤: أخرجه ابن شبَّة في "أخبار المدينة"، وفيه سعدُ بن سعيد بن أبي سعيد المقبري لين الحديث، وأخوه عبد الله واهٍ جدا، وليس هو في القسم المطبوع من "أخبار المدينة"، وانظر "كشف الخفا" ٢/ ٢٧، و "مختصر المقاصد" ص: ١٢٩.