للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

متفاوتٌ، فالمقدَّمُ: مئة وخمسة وستون ذراعًا، أو يزيد خمسةً، والمؤخَّر: دونَه بخمسةٍ وثلاثين، أو تزيد، وللصَّحنِ من ذلك مئةٌ وأحدٌ وستون ذراعًا ونصف.

وطولُه: مئتان وأربعٌ وخمسون ذراعًا وأصابع، فللصَّحنِ من ذلك: خمسٌ وتسعون، وارتفاعُ المسجدِ من داخلِه، اثنتان وعشرون ذراعًا، ومِن خارجِه يزيدُ ستةً، لأجلِ شُرفةِ سطحِه (١)، والقَدْرُ النَّبويُّ منه تقدَّم.

والرَّوضةُ: الثَّابتُ كونُها من رياض الجنة (٢)، وهي بين محالّه ومنبره الشريفين؛ تحديدُها مع الإحاطة بأنَّ المنبر الآن قُدِّمَ على محلِّه الأصليِّ لجهة القبلة بعشرين قيراطًا، ولجهةِ الرَّوضةِ من مقدّمِه بنحوِ ثلاثةِ قراريطَ من مُقدَّم الحُجرة القِبليِّ إلى المنبر، مع إدخالِ عرضِ الرُّخام ثلاثٌ وخمسون، أو تسع وأربعون -ذراعًا وثلثٌ بذراع اليد، كأنه بالنَّظر للتَّفاوتِ بين الذِّراعينِ المقيسِ بهما من جهتي الطُّول المُفرِط، ودونه.

قال الزَّينُ المراغيُّ (٣): وينبغي اعتقادُ كونِها لا تختصُّ بما العرفُ عليه، بل تتَّسعُ إلى حدِّ بيوتِه -صلى الله عليه وسلم- من ناحيةِ الشَّامِ، وهو آخرُ المسجدِ في زمنِه -صلى الله عليه وسلم-، فيكونُ كلُّه روضةً.

ويشهد له روايةٌ لفظُها "ما بينَ هذه البيوتِ إلى مِنبري روضة" (٤).


(١) "تاريخ المدينة" لابن النجَّار ص: ٢٢٧، و "تحقيق النصرة" ص: ٥٥.
(٢) عن عبد الله بن زيد قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بينَ بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة".
أخرجه البخاري في كتاب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة، باب: فضل ما بين القبر والمنبر (١١٩٦)، ومسلم في كتاب الحج، باب: ما بين القبر والمنبر ٢/ ١٠١٠ (٥٠٠).
(٣) "تحقيق النصرة" ص: ٢٨.
(٤) أخرجه أحمد ٤/ ٤١، وفي سنده فليح بن سليمان صدوق كثير الخطأ، كما في "التقريب" ص: ٧٨٧. وزيادة فليح هذا منكرة؛ لأنَّه خالف الثِّقات، كالإمام مالك والثوري حيث رووه باللفظ المتقدِّم من حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-.