للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستقرَّ بعدَه فيها الشَّمسُ محمَّدُ بنُ عبدِ المعطي الكنانيُّ، العسقلانيُّ، المصريُ، ابنُ السَّبع، فتعرَّضوا لنقصِه في العلم، وعدمِ اجتماعِ شروطِ الخطباء به، ورسومِ ما تولاه، مع سياسته ومُداراته، فصُرِفَ أثناءَ سنةِ أربعٍ وخمسين بالبدرِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ القُرشيِّ المخزوميِّ، ابنِ الخشَّابِ، وقدمها في موسمها ذي الحجَّة (١).

ثمَّ أُعيدَ ابنُ السَّبعِ في آخرِ التي تليها، وقدمَ في سنةِ ستٍّ (٢)، فدامَ إلى ربيع الثاني سنةَ تسعٍ وخمسين، فصُرفَ بعَوْدِ الهوريني، وناب عنه البدرُ ابنُ فرحون، ولم يلبثْ أنْ مات الهورينيُّ في أوَّل التي تليها (٣).

فاستقرَّ فيها التَّاجُ محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ الخضرِ الأنصاريُّ، الصَّرخديُّ، الكَركيُّ، ووصل في أثنائها، فلم يسلمْ من كلامٍ كعير، وعزلَ ابنَ فرحون من النيابة، فجاءَه توقيعٌ بإجرائِه على عادتِه.

وسافر التَّاجُ في موسمِ سنةِ خمسٍ وستين، واختارَ الإقامةَ بمصر، فاستقرَّ فيها الشَّمسُ محمَّدُ بنُ سليمانَ الحَكريُّ، المقري، وقدمَها في ذي الحجَّةِ مِن التي تليها، إلى أن انفصلَ بالشَّمسِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ القُرشيِّ الجعبريِّ، ثمَّ الدِّمشقيِّ ابنِ خطيب [يبرود] (٤)، وباشر نحو سنتين فاستقرَّ.

وأعيدَ ابنُ الخشَّاب في سنة اثنتين وسبعين، ورجع ليتداوى، فمات بحرًا في أثناء


(١) انظر "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٧.
(٢) أي: ست وخمسين وسبع مئة.
(٣) أي: سنة ٧٦٠ هـ. "نصيحة المشاور" ٢٢٩.
(٤) في الأصل (ق ١٢/ أ): بيرود، وهو تصحيف، ويَبْرُودُ: بُليدةٌ بين حمص وبعلبك. "معجم البلدان" ٥/ ٤٢٧.