للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ودامَ الشَّرفُ (١) في القضاء سبعَ عشرَ سنةً، ومات سنةَ خمسٍ وأربعين (٢).

فوَلِيَ الثَّلاثة بعدَه: التَّقيُّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ المؤمنِ الهورينيُّ، وقدِمها في ذي الحجِّة، ولحُسنِ سياسةِ نائبِه -البدرِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ فرحون- أعرض الناس عن قضاة الإمامية، واعتزلوهم، ووقع التَّشديد عليهم في نكاح المُتعة، والتَّنكيلُ بفاعلها، وعُزّرَ مَن تكلَّم في الصَّحابة، وأُخمدت البدعةُ، وأظهرت السُّنة.

ثمَّ سافر الهورينيُّ مع الرَّكبِ مِن التي تليها ليداويَ بصرَه أيضًا (٣)، فصُرِفَ عن الثَّلاثة بعمرَ ابنِ الصَّدر (٤) المتوفَّى سنة خمسين، ثمَّ أعيد عن قرب. قاله شيخنا (٥).

والأشبه: أنَّ عزله إنَّما كانَ بصهرِ الشَّرف الأُميوطيِّ، البدرِ حسنِ بنِ أحمدَ القيسيِّ (٦).

وقدِمَ المدينةَ في ذي الحجَّة سنةَ ثمانٍ وأربعين (٧)، ورام اقتفاءَ صهرِه في التَّشديد على الأشراف، فهدَّده طُفيلٌ أميرُها.

فبادر لمكَّةَ معتمرًا، واستناب البدرَ ابنَ فرحون، فلم يلبث أن عُزِل طفيل، وعادَ البدرُ حسنٌ إلى المدينةِ على وظائفِه، ثمَّ إلى القاهرةِ، فماتَ في أثناءِ سنةِ إحدى وخمسين.


(١) هو الأميوطي الذي تقدم.
(٢) "الدرر الكامنة" ٤/ ١٥٩.
(٣) انظر "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٣.
(٤) لم أقف عليه!.
(٥) هو ابن حجر في "الدرر الكامنة" ٢/ ٣٣٤ في ترجمة الهوريني.
(٦) كما في "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٣.
(٧) "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٣.